وهوَلاء يزعمون أنّ أبا هاشم عبد اللّه بن محمد بن الحنفية (١) نص على إمامة بيان بن سمعان التميمي ونصبه إماماً ، يقولون بأنّ اللّه عزّ وجلّ على صورة الاِنسان وأنّه يهلك كلّه إلاّ وجهه وادّعى « بيان » أنّه يدعو (كوكب) الزهرة فتجيبه وأنّه يفعل ذلك بالاسم الأعظم فقتله خالد بن عبد اللّه القسري ، وقيل : إنّ كثيراً منهم يثبت لبيان بن سمعان ، النبوة (٢).
وقال النوبختي : فكان « بيان » تبّاناً يتبن التبن في الكوفة وأخذه خالد بن عبد اللّه القسري هو وخمسة عشر رجلاً من أصحابه ، فشدّهم بأطنان القصب وصبّ عليهم النفط في مسجد الكوفة وألهب فيهم النار فأفلت منهم رجل فخرج بنفسه ثم التفت فرأى أصحابه تأخذهم النار فكرّ راجعاً إلى أن ألقى نفسه في النار فأُحرق معهم (٣).
أقول : إنّ البيانية ـ على فرض صحّة وجودها ـ مشتقة من القول بإمامة محمد ابن الحنفية بعد شهادة السبط الأكبر الحسين بن علي سلام اللّه عليهما وانتقال الاِمامة منه إلى ابنه أبي هاشم ، فلما مات أبو هاشم اختلفوا في وصيّه إلى أقوال فمن قائل بأنّه ابن أخيه الحسن بن علي بن محمد الحنفية ، إلى آخر بأنّه أخوه علي بن محمد ، وعليّ أوصى إلى ابنه الحسن فالاِمامة عندهم في بني الحنفية لاتخرج إلى غيرهم ، إلى ثالث أنّه عبد اللّه بن عمرو بن الكنديّ ، وأنّ الاِمامة خرجت من بني هاشم وتحرّكت روح أبي هاشم إلى عبد اللّه الكندي ، إلى رابع بأنّه أوصى إلى بيان ابن سمعان التميمي (٤).
__________________
١ ـ كل فرقة تنتمي إلى أبي هاشم فهي من فروع الكيسانية الممسوخة والفرق الثلاث الأول : البيانية ، الجناحيّة ، والحربية ، من هذا الصنف.
٢ ـ الاِمام الأشعري : مقالات الاِسلاميين : ٥ ـ ٦.
٣ ـ النوبختي : فرق الشيعة : ٢٨ ، طبع بيروت ، تحقيق محمد صادق بحر العلوم ، ولاحظ الفرق بين الفرق : ٢٣٦.
٤ ـ الشهرستاني : الملل والنحل : ١ / ١٥١ ـ ١٥٢.