١ ـ لم يذكر التاريخ شيئاً من حياته في عصر الاِمام الصادق عليهالسلام ، غير تجواله في البلاد ، لدعم الخروج ، وجمع العُدّة والعِدِّة ، الذي سيمر عليك في الفصول الآتية غير أنّه لو صحّ ما يرويه أبو الفرج الاصفهاني عن عبد اللّه بن جرير أنّه رأى أنّ جعفر بن محمد عليهالسلام « يمسك لزيد بن علي بالركاب ويسوي ثيابه على السرج » (١) لدل على أنّ الاِمام عليهالسلام كان يكرمه لكونه عمـه ـ وهو بمنزلة الأب ـ ولأنّه أكبر منه سناً ، خصوصاً على ما حقّقنا من أنّه من مواليد عام ٦٧ أو ٦٨ ، فيدل على تواضعه وكمال أدبه ، وقد كان ذلك رائجاً بين بني هاشم.
وقد كان بين زيد ، وعبد اللّه بن الحسن المثنى مناظرة في صدقات علي عليهالسلام فكانا يتحاكمان إلى قاض ، فإذا قاما من عنده أسرع عبد اللّه إلى دابة زيد فأمسك له بالركاب (٢).
وقد كانت أواصر الحب والود بين الاِمام وعمه متبقية إلى يوم حمامه ، ولما بلغ نعيه إلى المدينة أخذ الناس يفدون إلى الاِمام ويعزّونه.
٢ ـ روى أبو الفرج عن فضيل بن رسام : دخلت علي جعفر بن محمد عليهماالسلام أُعزّيه عن عمّه ثم قلت له : ألا أُنشدك شعر السيد ( الحميري ) فقال : « أنشد » فأنشدته قصيدته ( العينية المعروفة ) التي يقول فيها :
الناس يوم البعث راياتهم |
|
خمس فمنها هالك أربع (٣) |
__________________
١ ـ أبو الفرج : مقاتل الطالبيين : ٨٧.
٢ ـ سيوافيك شرح المحاكمة بينهما.
٣ ـ أبو الفرج : الأغاني : ٧ / ٢٥١ ، وللقصة صلة ، فمن أراد فليرجع إلى مصدرها.