وفي رواية أُخرى : التفت علي بن الحسين إلى ولده وهو في الموت وهم مجتمعون عنده ، ثم التفت إلى محمد بن علي ، فقال : « يامحمد هذا الصندوق ، اذهب به إلى بيتك ، قال : أما إنّه لم يكن فيه دينار ولا درهم ولكن كان مملوءاً علماً » (١).
٣ ـ روى الكليني عن عبد اللّه بن المغيرة قال : قلت لأبي الحسن عليهالسلام : إنّ لي جارين أحدهما ناصب ، والآخر زيدي ولابد من معاشرتهما فمن أُعاشر؟ فقال : « هما سيّان ، من كذَّب بآية من آيات اللّه فقد نبذ الاِسلام وراء ظهره ، وهو المكذب بجميع القرآن والأنبياء والمرسلين » قال : ثم قال : « إنَّ هذا نصب لكم ، وهذا الزيدي نصب لنا » (٢).
فكما أنّ المتشابه من الآيات تردّ على المحكمات وتستوضح بها ، فهكذا الخبر المتشابه يفسر بالمحكم منه ، فأين استرحامه لعمه وبكاءه عليه ، ودعاءه على شاعر السوء ، من هذه التعرضات والنقاشات ، فتحمل الطائفة الثانية ، على المتطرفين غير العارفين بمقام الاِمام الصادق عليهالسلام مضافاً إلى أنّ في مضمونهما من القرائن المثبتة. فلاحظ.
كان لزيد عند الاِمام الصادق عليهالسلام ، حساب خاص لا يعدل به إلى غيره ، ويفضّله على الهاشميين ويتلقاه عالماً صدوقاً ، غير متجاوزٍ عن طريق الحقّ وكان يعلن على أصحابه ، أنّه لو ظفر لوفى بما نوى ودعا إليه ، ولأجل ذلك ليس من البعيد أن يقال إنّه كان مأذوناً من قبل الاِمام سراً كما نقله شيخنا المجلسي (٣)
__________________
١ ـ الكليني : الكافي : ١ / ٣٠٥ ، كتاب الحجّة ، باب الاِشـارة والنـص على أبي جعفر عليهالسلام ، الحديث ٢.
٢ ـ الكليني : الكافي : ٨ / ٢٣٥ ، برقم ٣١٤.
٣ ـ المجلسي : مرآة العقول : ١ / ٢٦١.