ويكفي في المقام ما يرويه الكليني : عن عيص بن القاسم ، عن أبي عبد اللّه عليهالسلام : « فانظروا على أي شيء تخرجون ولاتقولوا خرج زيد ، فإنّ زيداً كان عالماً وكان صدوقاً ولم يدعكم إلى نفسه إنّما دعاكم إلى الرضا من آل محمد عليهمالسلام ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه ، إنّما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه فالخارج منا اليوم إلى أي شيء يدعوكم ، إلى الرضا من آل محمد عليهمالسلام فنحن نشهدكم أنّا لسنا نرضى به وهو يعصينا اليوم » (١).
ولم يكن له ذلك الموقف مع الحسنيّين الذين خرجوا ، بعد زيد وابنه يحيى ، وصاروا أئمة للزيدية للفرق الواضح بين زيد وابنه ، وبين بني عبد اللّه بن الحسن ، أعني :
١ ـ محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب المعروف بالنفس الزكية خرج بالمدينة لليلتين بقيتا من جمادي الآخرة من سنة خمسة وأربعين ومائة وقتل في شهر رمضان تلك السنة قتله أبو جعفر المنصور.
٢ ـ إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن ، خرج بالبصرة وقتل هناك في نفس السنة التي قتل فيها أخوه محمد بن عبد اللّه ، وأُخذ رأسه وحمل إلى أبي جعفر المنصور ودفن بباخمرى.
وسيوافيك ترجمتهم في القسم الثاني من الكتاب.
والذي يعرب عن ذلك ما رواه أبو الفرج في كتابه عن عبد اللّه بن محمد بن علي ، قال : إنّ جماعة من بني هاشم اجتمعوا بالأبواء وفيهم :
١ ـ إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس.
٢ ـ وأبو جعفر المنصور.
__________________
١ ـ الكليني : الكافي : ٨ / ٢٦٤ ، برقم ٣٨١.