فرق الشيعة
بين الحقائق والأوهام
إنّ من ثمرات وجود النبي المعصوم بين الأمّة هو رأب الصدع بعد ظهوره بينهم ، وفصل القول ، عند اندلاع النزاع ، والقضاء على الفتنة في مهدها ، وكان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يلمّ الشمل ، ويُزيل الخلاف عند بروزه فلأجل ذلك كان اختلاف الصحابة في عصره صلىاللهعليهوآلهوسلم غير موَثر في تفرق الأمّة ، لأنّه صلوات اللّه عليه وآله بحنكته ، واعتقاد الأمّة بعصمته ، كان يأخذ بزمام الأمور ، ويكسح أسباب الشقاق من جذوره.
فعندما اعترض عليه ذو الخويصرة عند توزيع الغنائم بين المسلمين بقوله : إعدل يامحمّد فإنّك لم تعدل ، فقال عليه الصلاة والسلام : « إن لم أعدل ، فمن يعدل » ثم أعاد اللعين وقال : هذه قسمة ما أُريد بها وجه اللّه ، فعند ذاك لم يجد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بُدّاً من أن يعرّفه للأمّة الاِسلامية وقال : « سيخرج من ضئضىَ هذا الرجل قوم يمرقون من الدين ، كما يمرق السهم من الرمية » (١).
__________________
١ ـ مضت اسناد الرواية في : ٥ / ٤٨٠ ـ ٥٠٢ ، من هذه الموسوعة