حجره. قال : ثم فتحه ، فنظر إلى أوّل حرف في الورقة ، فإذا فيه : « فَضَّلَ اللّهُ المُجاهِدِينَ على القاعِدِينَ أجراً عَظِيماً » (النساء ـ ٩٥) قال : ثم طبقه ، ثم فتحه ، فنظر فإذا في أوّل الورقة : « إنَّ اللّهَ اشتَرى مِنَ المُوَمِنِينَ أنفُسَهُم وأموالَهمْ بِأنَّ لَهُمُ الجنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ ويُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التوراة والاِنجِيلِ والقُرآنِ ومَنْ أوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فاسْتَبشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الّذِي بايَعْتُم بِهِ وذلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيم » (التوبة ـ ١١١) ثم قال : « هو واللّه زيد ، هو واللّه زيد ». فسمّي زيداً (١).
وفي الروض النضير بعد نقل الآيتين ، قال الاِمام : « عزّيت عن هذا المولود وأنّه لمن الشهداء » (٢) وإنّما اختار الاِمام هذا الاسم بعد التفاوَل بالقرآن والمفاجأة بالآيتين ، في صدر الورقةلما تضافر عن النبي والوصي والحسين بن علي عليهمالسلام أنّه قال مشيراً إلى الحسين عليهالسلام : « إنّه يخرج من ولده رجل يقال له زيد ، ويقتل بالكوفة ، يصلب بالكناسة ، ويخرج من قبره نبشاً ، تفتح لروحه أبواب السماء وتبتهج به أهل السماوات » (٣) فأيقن أنّ المولود هو الذي تنبّأ به الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
اختلف الموَرّخون في ميلاده ، ويرجع بعضُ الاختلافِ في ميلاده ، إلى الاختلاف في مقتله ، وأنّه هل استشهد سنة مائة وعشرين ، أو مائة وإحدى وعشرين ، أو مائة وثنتين وعشرين ، أو مائة وثلاث وعشرين ، وبما أنّ المشهور أنّه
__________________
١ ـ ابن إدريس : السرائر : ٣ / ٦٣٨ ، قسم المستطرفات ، فيما استطرفه من روايات أبي القاسم بن قولويه وحميد بن أحمد المحلي (٥٨٢ ـ ٦٥٢ هـ) : الحدائق الوردية : ١٣٧ ـ ١٣٨.
٢ ـ السياغي : الروض النضير : ١ / ١٠٠.
٣ ـ الصدوق : عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ١ / ٢٥٠ ، الباب ٢٥ ، وحميد بن أحمد المحلي : الحدائق الوردية : ١٣٨ ـ ١٣٩ ، وسيوافيك تفصيل التنبّوَات في محلها.