أصحاب الانتفاضة
٢
عبد اللّه بن الحسن
ابن الحسن بن علي بن أبي طالب
(٧٠ ـ ١٤٥ هـ)
إنّ عبد اللّه بن الحسن والد محمد النفس الزكية وإبراهيم اللّذين استشهدا في عصر المنصور بطيبة والبصرة.
فلابد من الاِشارة إلى حياة الوالد قبل الولدين.
يطلق عليه عبد اللّه المحض ، لأنّ أباه هو الحسن بن الحسن السبط ، وأُمّه فاطمة بنت الحسين السبط ، فهو منسوب إلى رسول اللّه ، من كلا الطرفين وكان قوي النفس شجاعاً ، ولما قدم أبو العباس السفاح وأهله سرّاً على أبي سلمة الخلاّل الكوفة ستر أمرهم ، وعزم أن يجعل الخلافة شورى بين ولد علي والعباس حتى يختاروا من أرادوا ، فكتب إلى ثلاثة نفر منهم : جعفر بن محمد عليهماالسلام وعمر بن علي بن الحسين ، وعبد اللّه بن الحسن ، ووجّه بالكتب مع رجل من مواليهم من ساكني الكوفة فبدأ بجعفر بن محمد عليهماالسلام ولقيه ليلاً وأعلمه أنّه رسول أبي سلمة وأنّ معه كتاباً إليه منه ، فقال : « ما أنا وأبو سلمة وهو شيعة لغيري » فقال الرسول : تقرأ الكتاب وتجيب عليه بما رأيت ، فقال جعفر لخادمه : « قدّم مني السراج » فقدّمه فوضع عليه كتاب أبي سلمة فأحرقه فقال : ألا تجيبه؟ فقال : « قد رأيت الجواب » (١).
__________________
١ ـ ذكر الشهرستاني أنّ الاِمام الصادق عليهالسلام : قال له : « ماأنت من رجالي ، ولا الزمان زماني » الملل والنحل : ١ / ١٥٤ ، ط ١٤٠٢.