فخرج من عنده وأتى عبد اللّه بن الحسن بن الحسن فقبّل كتابه وركب إلى جعفر بن محمد ، فقال : هذا كتاب أبي سلمة يدعوني لأمر ، ويراني أحقّ الناس به وقد جاءته شيعتنا ، من خراسان فقال له جعفر الصادق عليهالسلام : « ومتى صاروا شيعتك؟ أنت وجهت أبا سلمة إلى خراسان؟ وأمرته بلبس السواد؟ هل تعرف أحداً منهم باسمه ونسبه؟ كيف يكونون من شيعتك وأنت لاتعرفهم إلاّ يعرفونك؟ فإن هذه الدولة ستتم إلى هوَلاء القوم ولاتتم لأحد من آل أبي طالب وقد جاءني مثل ماجاءك » فانصرف غير راض بما قاله.
وأمّا عمر بن علي بن الحسين فردّ الكتاب وقال : ما أعرف كاتبه فأُجيبه.
ومات عبد اللّه المحض في حبس أبي جعفر الدوانيقي مخنوقاً وهو ابن خمس وسبعين سنة.
وقد ذكر المسعودي كيفية القبض عليه وقال : وكان المنصور قبض على عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي عليهالسلام وكثير من أهل بيته وذلك في سنة أربع وأربعين ومائة في منصرفه من الحجّ ، فحملوا من المدينة إلى الربذة من جادة العراق وكان ممّن حمله مع عبد اللّه بن الحسن : إبراهيم بن الحسن بن الحسن ، وأبو بكر بن الحسن بن الحسن ، وعلي الخير ، وأخوه العباس ، وعبد اللّه بن الحسن بن الحسن ، والحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن ، ومعهم محمد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفان أخو عبد اللّه بن الحسن بن الحسن لأمّه فاطمة ابنة الحسين بن علي ، وجدتهما فاطمة بنت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فجرد المنصور بالربذة محمد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان فضربه ألف سوط ، وسأله عن ابني أخيه محمد وإبراهيم فأنكر أن يعرف مكانهما ، فسألت جدته العثماني في ذلك الوقت ، وارتحل المنصور عن الربذة وهو في قبة ، وأوهن القوم بالجهد ، فحملوا على المحامل المكشوفة ، فمر بهم المنصور في قبته على الجمازة ، فصاح به عبد اللّه بن الحسن يا أبا جعفر ما هكذا فعلنا بكم يوم بدر ،