في خطبه ، وكلماته
وأشعاره ، ومناظراته وعبادته
كان زيد الشهيد فصيحاً ، بليغاً يأخذ بجوامع الكلم ويستعملها في مواردها وقد شهد به الصديق والعدو ، قال الواقدي : وبلغ هشام بن عبد الملك مقامُ زيد بالكوفة ، فكتب إلى يوسف بن عمر : أشخِصْ زيداً إلى المدينة فإنّي أخاف أن يخرجه أهل الكوفة لأنّه حلو الكلام ، شديد البيان ، خليق بتمويه الكلام (١) وإليك بعض ما أثر عنه من المواعظ والحكم والأدب ونحوها :
١ ـ روى أبو الموَيد موفق بن أحمد المدعو بـ « أخطب خوارزم » : « قيل لزيد ابن علي : الصمت خير أم الكلام؟ فقال : قبح اللّه المساكتة ، ما أفسدها للبيان ، وأجلبها للعيّ والحصر ، واللّه للمماراة أسرع في هدم الفتى من النار في يبس العرفج ، ومن السيل إلى الحدور (٢) (٣).
____________
١ ـ سبط ابن الجوزي : تذكرة الخواص : ٣٠٠ ، اليعقوبي : التاريخ : ٢ / ٣٢٥ الخوارزمي : مقتل الحسين : ٢ / ١١٩.
٢ ـ الحدور على وزن رسول هو المكان ينحدر منه. (لسان العرب : ٤ / ١٧٢ ، مادة « حدر) ».
٣ ـ محسن الأمين : أعيان الشيعة : ٧ / ١٢٣ ، نقلاً عن مقتل الحسين للخوارزمي.