حتى رجع بعد أن أعطوه العهود والمواثيق ... وأقبلت الشيعة وغيرهم يختلفون إليه ويبايعونه حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة خاصة سوى أهل المدائن والبصرة وواسط والموصل وخراسان وجرجان وأقام بالكوفة بضعة عشر شهراً وأرسل دعاته إلى الآفاق والكور يدعو الناس إلى بيعته فلما دنا خروجه ، أمر أصحابه بالاستعداد والتهيّوَ ، فجعل من يريد أن يفي له يستعد (١).
قد عرفت أنّه بايعه وجوه أهل الكوفة كما بايعه أهل المدائن والبصرة وواسط والموصل وخراسان والري وجرجان (٢) ولكن نركز على أسماء أهل العلم ونقلة الآثار الذين أتى بأسمائهم أبو الفرج الأصفهاني في كتاب « مقاتل الطالبيين » فإنّ في التعرف عليهم تأثيراً للتعرّف على مكانة زيد في قلوب الفقهاء والمحدثين وأهل العلم في ذلك الزمان ، وأنّ الرجل ما لم تكن فيه مكانة كبرى في قلوب الناس لما بايعه نظراء أبي حنيفة والأعمش وابن أبي ليلى وغيرهم.
١ ـ منصور بن المعتمر :
عدّه الرجاليون من أصحاب الاِمام الباقر والصادق عليهماالسلام (٣) كان يدعو إلى الخروج مع زيد بن علي ، أبطأ منصور عن زيد لما بعثه يدعو إليه ، فقتل زيد ومنصور غائب عنه ، فصام سنة يرجو أن يكفر ذلك عن تأخره ، ثم خرج بعد ذلك مع عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر (٤).
__________________
١ ـ أبو الفرج الأصفهاني : مقاتل الطالبيين : ٩١ ـ ٩٢.
٢ ـ ابن مهنا : عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب : ٢٥٦ ، وقد عرفت كلام أبي الفرج في مقاتل الطالبيين.
٣ ـ تنقيح المقال : ٣ / ٢٥٠ ، نقله عن الشيخ الطوسي.
٤ ـ ذكر خروجه (عبد اللّه بن معاوية) أبو الفرج في مقاتل الطالبيين١١١ ـ ١١٦.