٣ ـ أيّها الناس أعينوني على أنباط الشام فواللّه لايعينني عليهم منكم أحد إلاّ رجوت أن يأتيني يوم القيامة آمنا ... (١).
ولأجل ذلك تضافرت الروايات من طرقنا على أنّ زيداً ما دعا إلى نفسه وإنّما دعا إلى الرضا من آل محمّد ، وأنّه لو ظفر لوفى ، ومعنى هذه الروايات أنّه كان يمهّد الطريق لولاية الاِمام المنصوص عليه في لسان النبي والأئمّة الصادقين ، وإليك بعض النصوص :
١ ـ قال الصادق عليهالسلام : إنّ زيداً كان موَمناً وكان عارفاً وكان صدوقاً أما إنّه لو ظفر لوفى ، أما إنّه لو ملك عرف كيف يضعها (٢).
٢ ـ وقال عليهالسلام : إنّ زيداً كان عالماً وكان صدوقاً ولم يدعكم إلى نفسه وإنما دعاكم إلى الرضا من آل محمّد ، ولو ظفر لوفى بما دعاكم إليه ، وإنّما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه (٣).
٣ ـ وقال الاِمام الرضا عليهالسلام في جواب سوَال المأمون عن ادّعاء زيد ما لم يكن له بحق :
إنّ زيد بن علي لم يدعُ ما ليس له بحقّ ، وإنّه كان أتقى للّه من ذلك أنّه قال : أدعوكم إلى الرضا من آل محمّد ، وإنّما جاء ما جاء فيمن يدعي أنّ اللّه نصَّ عليه ثم يدعو إلى غير دين اللّه ويضل عن سبيله بغير علم وكان زيد بن علي واللّه ممن خوطب بهذه الآية! ( وجَاهِدُوا فِي اللّهِ حقّ جِهادِه ) (٤).
إنّ الاِمام الرضا عليهالسلام نصَّ على موقف زيد من الاِمامة وهو أنّه كان إمام
__________________
١ ـ المصدر نفسه : ١ / ١٢٧ ـ ١٢٨ ، والأنباط : أخلاط الناس وعوامهم.
٢ ـ الكليني : الكافي : الروضة الحديث ٣٨١.
٣ ـ الكشي : الرجال : ترجمة السيد إسماعيل الحميري : برقم ١٤٤ ص ٢٤٢.
٤ ـ عيون أخبار الرضا ، الباب ٢٥ ، ص ٢٤٩. وسيوافيك تفصيل المذاكرة بينهما ص ١٩٩ فلاحظ.