ابن مالك الفهري ، فقال الكاهن : « والقمر الباهر ، والكوكب الزاهر ، والغمام الماطر ، وما بالجو من طائر وما اهتدى بعَلَم مسافر ، من منجد وغائر ، لقد سبق هاشم أُمية إلى المآثر أوّل منه وآخر ، وأبو همهمة بذلك خابر ».
فأخذ هاشم الاِبل فنحرها وأطعم لحمها من حضر ، وخرج أُمية إلى الشام فأقام به عشر سنين فكان هذا أوّل عداوة وقعت بين بني هاشم وبني أُمية ، ولم يكـن أُمية في نفسه هناك وإنّما يرفعه أبوه وبنوه وكان مضعوفاً وكان صاحب عهار ، ويدلّ على ذلك قول نفيل بن عبد العزى جد عمر بن الخطاب حين تنافر إليه حرب بن أُمية وعبد المطلب بن هاشم فنفر عبد المطلب وتعجب من إقدامه عليه وقال :
أبوك معاهر وأبوه عفّ |
|
وذاد الفيل عن بلد حـرام |
وذلك أنّ أُمية كان يعرض لامرأة من بني زهرة ، فضربه رجل منهم ، ضربة بالسيف وأراد بنو أُمية ومن تابعهم إخراج زهرة من مكة فقام دونهم قيس بن العدي السهمي وكانوا أخواله ... (١).
جاء نبي الاِسلام بدين سمح قد شطب على جميع ما كان في الجاهلية من أحقاد وضغائن ، وقال في خطبة حجّة الوداع : ألا كلّ شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع » (٢).
وبعد حروب ومعارك دامية قتلت فيها أبطال قريش وصناديدهم ، كما استشهد لفيف من المهاجرين والأنصار ، دخل بنو أُمية في حظيرة الاِسلام متظاهرين به ولكن مبطنين الكفر والنفاق شأن كل حزب منهزم أمام تيّار جارف ، فكانوا ينتهزون الفرص ليقضوا على الاِسلام باسم الاِسلام ، وعلى العدل والتقى
__________________
١ ـ النزاع والتخاصم بين بني أُمية وبني هاشم : ٢٠ ـ ٢١.
٢ ـ الصدوق : الخصال : ٤٨٧.