بنيّ هوَلاء لجاهدته بهم ، وقد أعطاني وأكرمني وما قبلت منه عطاءه إلاّ لأتقوّى به فخلعه الناس ، وبايعوا عبد اللّه بن حنظلة الغسيل على خلع يزيد وولّوه عليهم (١).
ولما دخل عام ٦٣ هـ أخرج أهل المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان عامل يزيد ، وحصروا بني أُمية بعد بيعتهم عبد اللّه بن حنظلة ، فاجتمع بنو أُمية ومواليهم ومن يرى رأيهم في ألف رجل حتى نزلوا دار مروان بن الحكم فكتبوا إلى يزيد يستغيثون به فبعث إلى عمرو بن سعيد فأقرأه الكتاب وأمره أن يسير إليهم فردّ وقال : لا أُحب أن أتولّى ذلك.
وبعث إلى عبيد اللّه بن زياد يأمره بالمسير إلى المدينة ومحاصرة ابن الزبير بمكة فقال : واللّه لا جمعتهما للفاسق ، قتل ابن رسول اللّه وغزو الكعبة. ثم أرسل إليه يعتذر.
فبعث إلى مسلم بن عقبة المري ، وهو الذي سمّي مسرفاً ، وهو شيخ كبير فاستجاب ، فنادى في الناس بالتجهز إلى الحجاز ، وأن يأخذوا عطاءهم ومعونة مائة دينار ، فانتدب لذلك اثنا عشر ألفاً ، وخرج يزيد يعرضهم ، فأقبل مسلم إلى المدينة ودخل من ناحية الحرّة وضرب فسطاطه بين الصفين واقتتل الصفان قتالاً شديداً وانتهى الأمر ، إلى غلبة قوات الشام على أهل المدينة بعدما قتل من الطرفين أُناس كثير ، ولم يقتصر المسرف بذلك بل أباح المدينة ثلاثاً يقتلون الناس ويأخذون المتاع والأموال ... (٢).
__________________
١ ـ ابن الأثير الجزري : الكامل : ٤ / ١٠٣.
٢ ـ المصدر نفسه : ٤ / ١١١ ـ ١١٧ ، الطبري : التاريخ : ٤ / ٣٧٢ ـ ٣٨٠ ، موَسسة الأعلمي ـ بيروت.