مشركين. هب أنّهم يكونون بذلك فاسقين لامشركين.
٢ ـ إنّ النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يكن إنساناً فارغاً عن كل عملٍ حتى يتحدث عن هوَلاء الذين لم يكن لهم دور في الأوساط الاِسلامية إلاّ لمحاً وأياماً قلائل فهذا الحديث وزان سائر الأحاديث التي حشاها الحشوية في كتبهم حول الفرق والمذاهب كالقدرية والمعتزلة والمرجئة وغيرهم ، بل كسائر الأحاديث الموضوعة حول محاسن أو مساوىَ الأئمّة الأربعة الفقهية التي استدل بها الموافق والمخالف لصالح إمامه أو لضد إمام الغير ، أعاذنا اللّه وإياكم من دسائس الدجالين.
٣ ـ إنّ السوَال عن الشيخين في ذلك الوقت العصيب مع كون المبايعين بين محبّ وغير محبّ ، بين من يراهما خليفتي رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن يراهما غير مستحقي هذا المقام ، سوَالُ من يريد تشتيت الأمر ، وإيجاد الفرقة بين المجاهدين في ساحة الحرب خصوصاً أنّ السوَال طرح عندما رأى أصحاب زيد بن علي أنّ يوسف بن عمر قد بلغه أمر زيد وأنّه يدس إليه ويبحث في أمره (١).
فاللائق بقائد محنّك مثل زيد هو التعتيم والكف عن الاِجابة ، ولو اضطر إليها لكان له أن يأتي بجمل متشابهة لا تخدش العواطف كما فعله جده الاِمام أمير الموَمنين عليهمالسلام في حرب صفين عند تقارع السيوف واشتباك الأسنّة ، ففوجىء بمثل هذا السوَال ، حيث قام أحد أصحابه سائلاً ـ والمجاهدون فيها بين شيعة يرى الاِمام هو الاِنسان المنصوص عليه بالخلافة ، ومن يراه الخليفة الذي بايعه الناس ـ : كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به؟ فقال عليهالسلام :
يا أخا بني أسد ، إنّك لقلقُ الوضين ، ترسلُ في غير سدَد ، ولك بعدُ ذمامة الصهر وحقّ المسألة ، وقد استعلمت فاعلم.
أمّا الاستبداد علينا بهذا المقام ، ونحن الأعلون نسباً ، والأشدّون بالرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
١ ـ الطبري : التاريخ : ٥ / ٤٩٩.