٤ ـ أنّ عليـاً وأهل بيته مقتفون أثر فاطمة بنت النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم في حقّ الخلفاء ولا يصح لمن ينتمي إلى ذلك البيت أن يبوح بخلاف ما عليه أُمّهم وجدهم ، هذا الأمام البخاري يذكر موقف فاطمة من الخلفاء ويقول : أبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها (فدك وميراثها من النبي) شيئاً فوجدت (١) فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ، وعاشت بعد النبي ستة أشهر ، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلاً ولم يوَذن بها أبا بكر وصلّى عليها (٢).
هذا من جانب ، ومن جانب آخر ، روى الاِمام البخاري عن المسور بن مخرمة أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني (٣).
أفبعد هذين الحديثين هل يصحّ أن يترنّم ولد فاطمة بما نسب إليه؟!.
على أنّ المروي عن طريقنا عن سدير ما لا يلائم ذلك ، قال : دخلت على أبي جعفر ، ومعى سلَمة بن كهيل وأبو المقدام ثابت الحدّادوسالم بن أبي حفصة وكثير النوّاء ، وجماعة معه ، وعند أبي جعفر أخوه زيد بن علي فقالوا لأبي جعفر : نتولى علياً وحسناً وحسيناً ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال : نعم ، قالوا : نتوّلى أبا بكر وعمر ونتبرّأ من أعدائهم؟ فالتفت إليهم زيد بن علي وقال : أتتبرّأون من فاطمة بتركم اللّه؟ بترتم أمرنا ، فيومئذ سموا البترية (٤).
وقد مضت أشعاره في ذلك في الفصل الثالث الخاص بخطبه وشعره.
٥ ـ أنّ ظاهر ما نقل عن زيد في هذا الموضع أنّه هو الذي ابتكر ذلك المصطلح وأطلقه على لفيف من الشيعة الذين رفضوه وتركوه في ساحة الحرب أو
__________________
١ ـ فوجدت : غضبت.
٢ ـ البخاري : الصحيح : ٥ / ١٧٧.
٣ ـ المصدر نفسه : ٥ / ٣٦ ، باب فضائل أصحاب النبي ، باب مناقب فاطمة.
٤ ـ الكشي : الرجال : برقم ١١٠ في ترجمة مسلمة بن كهيل.