بشكل يصعب عليه ان يمسك القلم بيده ، فتقرر ان يسافر الى المانيا للمعالجة ويقول : حين كنت في السفينة رأيت في المنام ان امي توفيت ففتحت التقويم السنوي وسجلت الحادثة ـ مقيدة بالساعة واليوم ـ ولم تمض فترة حتى رجعت الى بلدي فاستقبلني جماعة من الأقاربوالأصدقاء فوجدتهم لبسوا ثياب الحداد فتعجبت ، وكنت قد نسيت الرؤيا ، وأخيرا أخبرت ـ بالتدريج ـ ان امي توفيت ، فتذكرت مباشرة رؤياي في السفينة فأخرجت التقويم وسألت عن اليوم الذي توفيت فيه فكان مطابقا لذلك اليوم تماما.
٣ ـ يقول سيد قطب في تفسيره «في ظلال القرآن» في هامشه على الآيات المتعلقة بسورة يوسف : «إذا كنت أنكر جميع ما قلتم في الرؤيا فلن أستطيع ان أنكر ما حدث لي يوم كنت في امريكا ابدا ... رأيت هناك في المنام انّ ابن أختي قد نزفت عيناه دما ولا يستطيع ان يرى (كان ابن أختي وسائر أعضاء اسرتي بمصر) فاستوحشت ممّا رأيت وكتبت رسالة الى اسرتي بمصر فورا ، وسألتهم عن حال ابن أختي بوجه خاص ، فلم تمض فترة حتى جاءتني الجواب الذي يخبرني بأنّ ابن أختي مبتلى بنزيف داخلي في عينيه ولا يستطيع ان يرى ، وهو مشغول بالمعالجة.
وممّا يستلفت النظر انّ النزف الداخلي كان بشكل لا يمكن رؤيته الّا بالاجهزة الطبيّة ، وقد حرم ابن أختي من النظر والرؤية على كل حال. غير انني رأيت في منامي حتى هذه المسألة الدقيقة.
ان الأحلام التي تكشف الحجب عن الأسرار والحقائق المرتبطة بالمستقبل ، او الحقائق الخفيّة المتعلقة بالحاضر ، هي اكثر من ان تحصر ، وليس بمقدور بعض الافراد الذي لا يعتقدون بهذه الحقائق إنكارها ، او حملها على المصادفة والاتفاق!
من خلال التحقيق مع الأصدقاء القريبين يمكن الحصول على شواهد