تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ) يصدكم عن هذه الأعمال المخزية وينصحكم بالإقلاع عنها.
ولكن هؤلاء القوم المفسدين أجابوا لوطا بكل وقاحة وعدم حياء و (قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ).
وهنا وجد لوط هذا النّبي العظيم نفسه محاصرا في هذه الحادثة المريرة فنادي و (قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً) او سند من العشيرة والاتباع والمعاهدين الأقوياء حتى أتغلّب عليكم (أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ).
* * *
ملاحظات
١ ـ العبارة التي قالها لوط عند هجوم القوم على داره وأضيافه ـ (هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) فتزوجوهنّ انّ شئتم فهنّ حلال لكم ولا ترتكبوا الإثم والذنب وقد ـ أثارت هذه العبارة بين المفسّرين عدّة اسئلة :
اوّلا : هل المراد من (هؤُلاءِ بَناتِي) بنات لوط على وجه الحقيقة والنسب؟! في حين انّ عددهن ـ وطبقا لما ينقل التاريخ ـ ثلاث او اثنتان فحسب ، فكيف يعرض تزويجهن على هذه الجماعة الكثيرة؟!
ام انّ المراد من قوله (هؤُلاءِ بَناتِي) بنات «القبيلة» والمدينة ، وعادة ينسب كبير القوم ورئيسهم بنات القبيلة اليه ويطلق عليهنّ «بناتي».
الاحتمال الثّاني يبدو ضعيفا لانّه خلاف الظاهر.
والصحيح هو الاحتمال الاوّل ، لانّ الذين هجموا على داره وأضيافه كانوا ثلّة من اهل القرية لا جميعهم فاقترح عليهم لوط ذلك الاقتراح ، أضف الى ذلك انّ لوطا كان يريد ان يبدي منتهى إيثاره وتضحيته لحفظ ماء وجهه وليقول لهم : انّي مستعد لتزويجكم من بناتي لتقلعوا عن آثامكم وتتركوا اضيافي فلعل هذا