الإنسان شيئا وحتى النواقص في المحيط والعائلة والوراثة كل ذلك قابل للتغيير بتصميم الإنسان وارادته الّا ان ننكر اصل الارادة في الإنسان وحريته ، ونعدّه محكوما بالظروف الجبرية ، وكل من سعادته او شقائه ذاتي او هو نتيجة جبرية لمحيطه ، وما الى ذلك.
وهذا الراي مرفوض في نظر الأنبياء وفي نظر المذهب العقلي ايضا.
الطريف انّنا نجد في الرّوايات المنقولة عن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم واهل البيت عليهمالسلام إشارات الى مسائل مختلفة على انّها اسباب السعادة ، او اسباب الشقاء ... بحيث يتعرف الإنسان خلال مطالعتها على طريقة التفكير الاسلامي في هذه المسألة المهمّة ، وسيقف على الواقعيات العينية واسباب السعادة الحقيقية ، بدلا من ان يقف عليها في المسائل الخرافية والتصوّرات والسنن الخاطئة الموجودة في كثير من المجتمعات.
ونلفت نظر القارئ الكريم على سبيل المثال الى بعض الأحاديث الشريفة في هذا الصدد :
١ ـ ينقل الامام الصّادق عليهالسلام عن جدّه امير المؤمنين عليهالسلام انّه قال «حقيقة السعادة ان يختم للرجل عمله بالسعادة وحقيقة الشقاوة ان يختم للرجل بالشقاوة» (١).
فهذه الرّواية تقول بصراحة : انّ المرحلة النهائية لعمر الإنسان واعماله هي المرحلة التي تكشف عن سعادته وشقاوته ، وعلى هذا فهي تنفي السعادة او الشقاء الذاتيين ، وتجعل الإنسان رهين عمله ، كما تجعل طريق العودة مفتوحا في جميع المراحل حتى نهاية عمره.
٢ ـ ونقرا في حديث آخر عن الامام علي عليهالسلام «السعيد من وعظ بغيره
__________________
(١) تفسير نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ٣٩٨.