والشقي من انخدع لهواه وغروره» (١).
وكلام الامام علي عليهالسلام هذا تأكيد آخر على عدم ذاتية السعادة والشقاء وبيان بعض أسبابهما.
٣ ـ ويقول نبي الإسلام صلىاللهعليهوآلهوسلم ايضا : «اربع من اسباب السعادة واربع من الشقاوة ، فالأربع التي من السعادة المراة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والجار الصالح ، والمركب البهيّ. والأربع التي من الشقاوة : الجار السوء ، والمراة السوء ، والمسكن الضيق ، والمركب السوء» (٢).
مع ملاحظة انّ هذه الأمور الاربعة لها تأثير بالغ في الحياة المادية والمعنوية لكل احد ، ويمكن ان تكون من عوامل النجاح او الفشل وتتّضح بهذا سعة مفهوم السعادة والشقاوة في منطق الإسلام.
فالمرأة الصالحة ترغّب الإنسان في انواع «الحسنات» ، والبيت الواسع يهب روح الإنسان وفكره الهدوء والراحة ويهيئه للنشاط والفعالية ، والجار الصالح الذي يقدم له عونا مؤثرا في راحته واستقراره وحتى في تقدم اهداف الانسانية ، المركب الجيد عامل مؤثر في الوصول الى الأعمال والوظائف الاجتماعية ، في حين انّ المركب السوء يكون عاملا في التأخير ولا يوصل صاحبه الى هدفه.
٤ ـ كما روي عن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هذا الحديث ايضا : «من علامات الشقاء : جمود العينين ، وقسوة القلب ، وشدّة الحرص في طلب الرزق ، والإصرار على الذنب» (٣).
هذه الأمور الاربعة التي وردت في الحديث المتقدم ، هي امور اختيارية وهي نتيجة اعمال الإنسان وأخلاقه الاكتسابية نفسه ، وعلى هذا فإنّ ابعاد اسباب الشقاء هذه تكمن في اختيار الإنسان نفسه.
__________________
(١) نهج البلاغة ، الخطبة ٨٦.
(٢) مكارم الأخلاق ، ص ٦٥.
(٣) تفسير نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ٣٩٨.