وإذا لاحظنا اسباب السعادة والشقاوة في الأحاديث المتقدمة وحقيقتهما واثرهما البالغ في حياة البشر ، وقارنّاهما مع الأسباب والمسائل الخرافية التي يعتقد بها جمع كثير ـ حتى في عصرنا عصر الذّرة والفضاء ـ لوصلنا الى هذا الواقع الذي يؤكّد انّ التعاليم الاسلامية منطقيّة ومدروسة الى أقصى حد.
ولا يزال الى اليوم من يعتقد انّ نعل الفرس سبب للسعادة ، وانّ اليوم الثّالث عشر سبب لسوء الحظّ ... والقفز على النّار في بعض ليالي السنة من اسباب السعادة ، وصوت بعض الطيور سبب للشقاء وسوء الحظ ، وسكب الماء عند خروج المسافر من اسباب السعادة ، والعبور من تحت السلم سبب للشقاء!!
وحتى تعليق بعض الأشياء في رقبة الفرد او على وسائل النقل من اسباب السعادة والعطاس علامة على الفشل إذا كان حين العمل وكثير من أمثال هذه الخرافات نجدها في الشرق والغرب بين الأقوام والأمم المتعددة.
وكم من أناس تعطلوا عن نشاطهم في الحياة نتيجة ابتلائهم بمثل هذه الخرافات وأصبحوا رهن المصائب الكثيرة.
لقد شطب الإسلام بقلم احمر على جميع هذه التصوّرات الخرافية ، وحدّد ـ مبيّنا بوضوح ـ سعادة الإنسان وشقاوته في الفعاليّات الايجابية والسلبية ونقاط الضعف والقوّة في الأخلاق والمناهج العملية وطريقة التفكير والعقيدة لكل فرد ، من خلال الامثلة التي قدمناها في الأحاديث الاربعة عن اهل البيت عليهمالسلام.
* * *