أسبوعا. ويحتمل أن يريد استيعاب الزمنين بالعبادة ، ولعله الأظهر. وإلا لقال طواف قبل الطلوع وقبل الغروب ، وعلى هذا فيكون حجة على من كرهه فى الوقتين (١). انتهى.
وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : أكرم سكان أهل السماء على الله الذين يطوفون حول عرشه ، وأكرم سكان أهل الأرض على الله الذين يطوفون حول بيته.
وعن أبى هريرة أيضا أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : من طاف بالبيت سبعا ولا يتكلم إلا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ، محيت عنه عشر سيئات وكتبت له عشر حسنات ورفع له عشر درجات. ومن طاف فتكلم فى الحل خاض فى الرحمة برجليه كخائض الماء برجليه.
وعنه صلىاللهعليهوسلم قال : لو أن الملائكة صافحت أحدا لصافحت الغازى فى سبيل الله والبار بوالديه والطائف ببيت الله الحرام.
والأحاديث الواردة فى هذا المعنى كثيرة جدا ، وفيما ذكرته كفاية. وإذا كان الطائف بهذه المزية وثبت له هذا الفضل العظيم فينبغى له الإخلاص وليحذر من أن يكون كما قال بعض العلماء العارفين :
يا من يطوف ببيت الله بالجسد |
|
والجسم فى بلد والروح فى بلد |
ماذا فعلت وماذا أنت فاعله |
|
مبهرجا فى التقى للواحد الصمد |
إن الطواف بلا قلب ولا بصر |
|
على الحقيقة لا يشفى من الكمد |
(وأما الآثار) فروى عن ابن عمر أنه قال : كان أحب الأعمال إلى النبى صلىاللهعليهوسلم إذا قدم مكة الطواف.
وعن سعيد بن جبير رضى الله عنه أنه قال : من حج البيت فطاف خمسين أسبوعا قبل أن يرجع كان كما ولدته أمه.
__________________
(١) القرى ص ٣٣٠.