بالملك يعنى جبريل عليهالسلام عند موضع زمزم فبحث بعقبه أو بجناحه حتى ظهر الماء فصارت تحوطه بيدها وتغرف من الماء فى سقائها وهو يفور بعد أن تغرف.
قال ابن عباس رضى الله عنهما قال النبى صلىاللهعليهوسلم : يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم ولم تغرف من الماء لكانت عينا معينا. فشربت وأرضعت ولدها ، فقال لها جبريل : لا تخافى الضيعة فإن هاهنا بيت الله يبنيه هذا الغلام وأبوه ، وإن الله لا يضيع أهله كذا فى «صحيح البخارى».
فاستمرت زمزم كذلك إلى أن مرت رفقة من جرهم يريدون الشام فرأوا طائرا يحوم على جبل أبى قبيس عائفا فقالوا ، إن هذا الطير ليدور على ماء وعهدنا بهذا الوادى وما فيه ماء ، فأرسلوا رسولا فرأى الماء فأخبرهم فأقبلوا وأم اسماعيل عند الماء فقالوا لها : أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ قالت : نعم ، ولكن لا حق لكم فى الماء ، قالوا : نعم. فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم حتى صاروا أهل أبيات وأول سكان مكة ، وشب إسماعيل عليه بالسلام وتعلم العربية منهم وزوجوه امرأة من نسائهم ، ثم لم تلبث أم إسماعيل أن ماتت ولها من العمر تسعون سنة ولإسماعيل عشرون سنة ، فدفنها فى الحجر.
واسمها هاجر ، وقيل : آجر بالهمزة والمد القبطية وقيل الجرهمية ، وكانت للجبار الذى يسكن عين البحر التى بقرب بعلبك ، فوهبها لسارة امرأة إبراهيم فوهبتها لإبراهيم صلوات الله عليه.
فائدة استطرادية
قال فى «منهاج التائبين» : اختلف العلماء فى الذبيح هل هو إسماعيل أم إسحاق؟ فقال قوم : هو إسحاق عليهالسلام وإليه ذهب من الصحابة عمر بن الخطاب رضى الله عنه وعلى بن أبى طالب وعبد الله بن مسعود والعباس بن عبد المطلب رضى الله عنهم ومن التابعين وأتباعهم كعب الأحبار وسعيد بن جبير وقتادة ومسروق وعكرمة والقاسم بن أبى بزّة وعطاء ومقاتل وعبد الرحمن بن سابط والزهرى والسدى ورواه عكرمة وابن جبير عن ابن عباس.
وقال آخرون : هو إسماعيل وإلى هذا ذهب عبد الله بن عمر ، وأبو الطفيل عامر بن واثلة وسعيد بن المسيب والشعبى ويوسف بن مهران ومجاهد والربيع بن أنس ومحمد بن