الباب العاشر
فى ذكر أمراء مكة
من لدن عهد النبى صلىاللهعليهوسلم إلى تاريخ وقتنا هذا
وهو عام تسعة وأربعين وتسعمائة
وهذا المؤلف وإن كنت وضعته لبيان فضل مكة فقد يذكر الشىء بالشىء تكثيرا للفائدة ، وهذا الفرع لم يتصد لجمعه أحد كما ينبغى سوى العلامة تقى الدين الفاسى رحمهالله ، فأحببت أن أذكر ما ذكره وأزيد من حدث بعده من أمراء مكة إلى يومنا هذا ليصير هذا المؤلف جامعا مغنيا عن مطالعة غيره من المطولات ، مع توسط العبارة وعدم الإخلال بأحد ممن عده الفاسى مع زيادة الإيضاح ، والله ولى التوفيق والمعونة.
فأول أمير ولى مكة عتّاب بن أسيد ـ بفتح الهمزة ـ ابن أبى العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى الأموى ، ولاه سيدنا رسول اللهصلىاللهعليهوسلم عند مخرجه إلى عزورة حنين فى العشر الأول من شوال سنة ثمان من الهجرة ، وهو ابن إحدى وعشرين سنة ، قاله ابن إسحاق (١) وغيره ممن لا يحصى ، وهو فى عامة كتب الحديث بل وغيرها.
وذكر ابن عقبة أن النبى صلىاللهعليهوسلم حين خرج إلى حنين استخلف معاذ بن جبل الأنصارى على أهل مكة وأمره أن يعلم الناس القرآن ، ويفقههم فى الدين (٢).
وذكر ابن عبد البر عن الطبرى أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما سار إلى الطائف استخلف على مكة هبيرة بن سبل (٣) الثقفى ، وهو أول من صلّى بمكة جماعة بعد الفتح (٤).
__________________
(١) سيرة ابن هشام ج ٤ ص ٤٤٠.
(٢) شفاء الغرام ج ٢ ص ٢٥١.
(٣) فى الإصابة بفتح المهملة والموحدة بعدها لام ، ضبطه الخطيب عن خط ابن الفرات ، وأما الدارقطنى فذكره بكسر المعجمة وسكون الموحدة.
(٤) الاستيعاب ص ١٥٤٨.