هذا المؤلف ويسطر ثواب ذلك فى صحائف المؤلف ، لما أن العشرة رضى الله عنهم كلهم من قريش ونسبهم متصل بنسبه صلىاللهعليهوسلم فأقول :
أما نسبه (١) صلىاللهعليهوسلم فهو (سيدنا محمد بن عبد الله الذبيح) وسيأتى سبب تسميته بذلك قريبا فى فضل زمزم إن شاء الله تعالى.
(ابن عبد المطلب) : واسمه شيبة الحمد ، وقيل عامر ، وإنما قيل له شيبة الحمد لشيبة كانت فى ذؤابته ظاهرة ، وكنيته أبو الحارث بابن له ، وإنما قيل له عبد المطلب لأن أباه هاشما قال لأخيه المطلب وهو بمكة حين حضرته الوفاة : أدرك عبدك بيثرب ، فسمى عبد المطلب لهذا ، وقيل : إن عمه المطلب جاء به إلى مكة رديفه ، وهو بهيئة غير لائقة فسألوه عنه فقال : هو عبدى حياء أن يقول هو ابن أخى ، وهو بتلك الحالة ، فلما أدخله وأحسن من حاله أظهر أنه ابن أخيه فلذلك قيل له عبد المطلب ، وقيل : إنه كان أسمر اللون فلما جاء به مردفه خلفه ظن الناس أنه عبده فقالوا قدم المطلب بعبد ، فلزمه ذلك.
(ابن هاشم) واسمه عمرو العلا ، وإنما سمى هاشما لأنه كان يهشم الثريد لقومه فى أيام الجدب والمجاعة ، وفيه يقول القائل.
عمرو الذى هشم الثريد لقومه |
|
ورجال مكة مسنتون عجاف |
وبلغ فى الكرم مبلغا عظيما حتى أنه كان يطعم الوحش والطير فينحر لهما فى رءوس الجبال ، وإذا وقع القحط أطعم الناس ، وأمر الموسرين من أهل مكة بالإنفاق على فقرائهم حتى يأتى الله بالغيث. ثم إنه وفد الشام على قيصر فأخذ كتابا بالأمان لقريش ، وأرسل أخاه المطلب إلى اليمن فأخذ من ملوكهم كتابا أيضا ثم أمر بذلك تجار قريش برحلتى الشتاء والصيف ، فكانوا يرحلون فى الصيف إلى الشام ، وفى الشتاء إلى اليمن كما تقدم ، فاتسعت من يومئذ معيشتهم بالتجارة ، وأنقذهم الله من الخوف والجوع ببركة هاشم.
(ابن عبد مناف) وكان يسمى قمر البطحاء لصباحته ، وهو الذى قام مقام أبيه قصى بالسيادة وسقاية الحاج ، وكان يسمى المغيرة على ما قيل ، وكنيته أبو عبد شمس.
__________________
(١) انظر فى نسب الرسول ومن بعده من الصحابة كتب السير وكتب تراجم الصحابة وكتاب الطبقات الكبير لابن سعد ، وسير أعلام النبلاء للذهبى وغيرها.