ذكر شىء من فضائل الحجر
روى عن عائشة رضى الله عنها قالت : كنت أحب أن أدخل البيت فأصلى فيه ، فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيدى فأدخلنى الحجر وقال : صلى فيه إن أردت دخول البيت ، فإنما هو قطعة من البيت (١). وفى هذا دلالة على أن جميع الحجر من البيت. وكذلك ما ورد أن عائشة رضى الله عنها سألت النبى صلىاللهعليهوسلم عن الحجر : هل هو من البيت؟ فقال : نعم. والصحيح أن القدر الذى فيه من البيت ستة أذرع أو ما يقارب السبعة (٢) كما جاء مصرحا به فى الحديث الآخر عن عائشة رضى الله عنها وهو : لو لا قومك إلى أن قالت ولزدت فيه ستة أذرع من الحجر تركتها قريش لقصر النفقة. وفى رواية فهلمى لأريك ما تركوه قومك فأراها قريبا من سبعة أذرع ، فحينئذ يحمل المطلق فيما تقدم على المقيد وإطلاق اسم الكل على البعض جائز على سبيل المجاز المستحسن أشار إليه المحب الطبرى.
وعن على بن أبى طالب رضى الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لأبى هريرة رضى الله عنه : إن على باب الحجر ملكا يقول لمن دخله وصلى فيه ركعتين مغفورا لك ما مضى فاستأنف العمل ، وعلى بابه الآخر ملك منذ خلق الله الدنيا إلى يوم يرفع البيت يقول لمن صلى وخرج : مرحوما إن كنت من أمة محمد تقيّا (٣).
وفى «رسالة الحسن» أن إسماعيل عليهالسلام شكا إلى ربه حرّ مكة فأوحى إليه أنى أفتح لك بابا من الجنة فى الحجر يخرج عليك الرّوح منه إلى يوم القيامة. والروح بفتح الراء نسيم الريح (٤).
وفيها عن عثمان بن عفان رضى الله عنه أنه أقبل ذات يوم فقال لأصحابه : ألا تسألونى من أين جئت؟ فسألوه ، فقال : كنت قائما على باب الجنة ، وكان قائما تحت الميزاب يدعو الله عنده (٥).
__________________
(١) أخبار للأزرقى ج ص ٣١٢ ، إخبار الكرام ص ٨٦.
(٢) إخبار الكرام ص ٨٦.
(٣) إخبار الكرام ص ٨٦.
(٤) إخبار الكرام ص ٨٦.
(٥) إخبار الكرام ص ٨٧.