رضى الله عنها حملت من ماء زمزم فى قوارير وقالت : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حمله فى الأداوى والقرب أخرجه الترمذى فى جامعه (١).
وعن ابن عباس أيضا أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم استهدى سهيل بن عمرو من ماء زمزم فبعث له براويتين أخرجه الطبرانى بسند رجاله ثقات (٢).
وروى أن كعب الأحبار حمل من ماء زمزم اثنتى عشر راوية إلى الشام. وجاء عنهصلىاللهعليهوسلم أنه كان يصبه على المرضى ويسقيهم منه. وأنه صلىاللهعليهوسلم حنك به الحسن والحسين رضى الله عنهما مع تمر العجوة.
استطراد لطيف
فى ذكر ما ورد فى فضل السبطين وأنهما سيدا شباب أهل الجنة
وفضل الشيخين وأنهما سيدا كهول أهل الجنة
وفى معنى ذلك والمراد به
جاء فى الحديث عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن رسول الله قال «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» رواه الترمذى وقال حديث حسن صحيح.
وعن أنس رضى الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لأبى بكر وعمر رضى الله عنهما : هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين. رواه الترمذى وحسنه.
وتوفى أبو بكر وعمر والسبطان رضى الله عنهم وهم شيوخ كلهم. معنى الحديثين أن الحسن والحسين سيدا كل من مات شابا ودخل الجنة وإن أبا بكر وعمر سيدا كل من مات كهلا ودخل الجنة ، فكل أهل الجنة يكونون فى سن أبناء ثلاث وثلاثين ، ولكن لا يلزم كون السيد فى سن من يسودهم ، فقد يكون أكبر منهم سنا وقد يكون أصغر ، ولا يجوز أن يقال وقع الخطاب حين ماتا شابين أو كهلين ، فإن هذا جهل ظاهر وغلط فاحش ، لأن النبى صلىاللهعليهوسلم توفى والحسن والحسين دون ثمان سنين فلا يسميان شابين ولأبى بكر فوق الستين سنة ولعمر فوق خمسين ، فكانا حال الخطاب شيخين فإن هذا الخطاب كان بالمدينة ، وإنما
__________________
(١) شفاء الغرام ج ١ ص ٤١٥.
(٢) شفاء الغرام ج ١ ص ٤١٥.