وعن على بن أبى طالب كرم الله وجهه أنه قال : خير واديين فى الناس : وادى مكة وواد بالهند الذى هبط به آدم عليهالسلام ، ومنه يؤتى بهذا الطيب الذى يتطيب به الناس. وشر واديين فى الناس : واد بالأحقاف ، وواد بحضرموت يقال له برهوت. وخير بئر فى الناس زمزم ، وشر بئر فى الناس برهوت ، وإليها تجتمع أرواح الكفار (١). كما سيأتى.
وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : الحمى من فيح جهنم فأبردوها بماء زمزم رواه أحمد وابن أبى شيبة وابن حبان ، ورواه البخارى فى صحيحه على الشك فقال : فأبردوها بالماء أو بماء زمزم (٢).
وعنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال : خمس من العبادة : النظر إلى المصحف ، والنظر إلى الكعبة ، والنظر إلى الوالدين ، والنظر فى زمزم وهى تحط الخطايا ، والنظر فى وجه العالم رواه الدارقطنى.
فصل فى فضائل ماء زمزم
اعلم أن لماء زمزم فضائل كثيرة وعجائب شهيرة ، فمن ذلك ما رواه ابن عباس رضى الله عنهما قال كان أهل مكة لا يسابقهم أحد إلا سبقوه ولا يصارعهم أحد إلا صرعوه حتى رغبوا عن ماء زمزم أخرجه أبو ذر.
ومنها ما أخرجه الأزرقى عن عكرمة بن خالد قال : بينما أنا ليلة فى جوف الليل عند زمزم جالس إذا نفر يطوفون عليهم ثياب لم أر بياضها لشىء قط ، فلما فرغوا صلوا قريبا منى فالتفت بعضهم لأصحابه فقال : اذهبوا بنا نشرب من شراب الأبرار ، فقاموا ودخلوا زمزم ، فقلت : لو دخلت على القوم فسألتهم ، فدخلت فإذا ليس فيها أحد من البشر (٣).
ومنها ما أخرجه أيضا أن أبا ذر الصحابى رضى الله عنه قال : لما قدمت مكة مكثت أربعة عشر يوما بلياليها وما لى طعام ولا شراب إلا زمزم حتى تكسرت عكن بطنى ، وما أجد على كبدى سخفة الجوع (٤) ، يعنى رقته وهزاله. وقيل : هى الخفة التى تعترى الإنسان إذا جاع.
ومنها ما أخرجه أيضا عن بعض الموالى أنه قال : كنت مع أهلى بالبادية فابتعت بمكة،
__________________
(١) أخبار مكة للأزرقى ج ٢ ص ٥٠.
(٢) القرى ص ٤٨٧.
(٣) أخبار مكة للأزرقى ج ٢ ص ٥١.
(٤) أخبار مكة للأزرقى ج ٢ ص ٥٣.