مطلب فى كل من السبع الأرضين بيت يعمره أهلها
بحث : فإن قيل : فى قوله صلىاللهعليهوسلم : ولكل بيت ... إلخ ، إشارة إلى تسمية كل بيت منها بالمعمور بهذا المعنى فحصل الاشتراك ، فأيها البيت المعمور المراد؟ فالجواب من وجوه : الأول : أن البيت المعمور قد غلب عليه هذا الاسم ولزمه وصار علما عليه عند الإطلاق ، والثانى : أنه تميز بكونه فى السماء السابعة على الرواية المشهورة كما ستقف عليها قريبا ، فيكون هو المراد دون غيره. الثالث : أنه يسمى بالضراح دون بقية البيوت الأخر. والله الموفق.
وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : البيت المعمور الذى فى السماء يقال له الضراح وهو على البيت الحرام ، لو سقط سقط عليه ، يعمره كل يوم سبعون ألف ملك لم يروه قط (١).
والضراح بالضاد المعجمة بعدها راء فألف فحاء مهملة ، وقيل بالصاد المهملة. والمشهور الأول ، وعند مجاهد : البيت المعمور هو الضريح يعنى بالضاد المعجمة والضريح لغة: البعيد.
الخلاف فى البيت المعمور وفى مكة
واختلف فى البيت المعمور وفى مقره فقيل : إنه البيت الذى بناه آدم أول ما نزل إلى الأرض ، كما سأذكره قريبا ، ثم رفع إلى السماء أيام الطوفان وتسميه الملائكة بالضراح لأنه ضرح عن الأرض إلى السماء بمعنى أبعد.
وقيل : إن البيت بمكة معمور بمن يطوف به ، وهذا منسوب إلى ابن عباس والحسن.
وعن محمد بن عباد بن جعفر أنه كان يستقبل الكعبة الشريفة ويقول : واحبذا بيت ربى ما أحسنه وأجمله ، هذا والله البيت المعمور ، وظاهر هذين القولين ينافى ما تقدم.
وأما مقره فللأزرقى ثلاث روايات : الأولى : أنه فى السماء السابعة ، الثانية : أنه فى السادسة ، الثالثة : أنه فوق السموات السبع تحت العرش.
__________________
(١) أخبار مكة للأزرقى ج ١ ص ٤٩.