الشهر المذكور. والأول أصح لما ورت عائشة رضى الله عنها أن الصديق لما ثقل قال : أى يوم هذا؟ قلنا له : يوم الاثنين ، قال اليوم الذى قبض فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم إنى أرجو فيما بينى وبين الليل ، يعنى يرجو الموت ، وكان كذلك.
(وأما نسب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه) فهو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب يجتمع نسبه بالنبى صلىاللهعليهوسلم فى كعب وينسب إلى عدى فيقال له العدوى.
(أمه) : حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، ولم يزل اسمه فى الجاهلية والإسلام عمر ، وكناه النبى صلىاللهعليهوسلم بأبى حفص ، وكان ذلك يوم بدر ، وسماه الفاروق وسببه أنه قال لرسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد أن أسلم : ألسنا على الحق يا رسول الله إن متنا وإن حيينا؟ قال : بلى فقال عمر : ففيم الاختفاء؟ والذى بعثك لنخرجن ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى صفين من المسلمين حمزة فى أحدهما وعمر فى الآخر ، وله زفير حتى دخل المسجد فنظرت قريش إلى عمر وحمزة وقد أصابتهم كآبة ، فسماه النبى صلىاللهعليهوسلم يومئذ الفاروق. وقيل : إن رجلا من المنافقين ويهوديّا اختصما فقال اليهودى ، ننطلق إلى محمد ابن عبد الله ، وقال المنافق بل إلى كعب بن الأشرف ، فأبى اليهودى وجاء النبى صلىاللهعليهوسلم فقضى لليهودى فلما خرجا قال المنافق ننطلق إلى عمر بن الخطاب فأقبلا عليه فقصا عليه القصة فدخل البيت ثم خرج والسيف فى يده فضرب عنق المنافق وقال : هكذا أقضى على من لم يرض بقضاء النبى صلىاللهعليهوسلم فنزل جبريل فقال : إن عمر فرق بين الحق والباطل ، فسمى الفاروق وقيل بل سماه الله تعالى بذلك فى السماء.
(صفته) : أبيض أمهق وهو الذى لا يكون له دم ظاهر كذا وصفه أهل الحجاز ، ووصفه الكوفيون بأنه أسمر ، وكان طوالا أصلع أجلح شديد حمرة العينين خفيف العارضين. واختلف هل كان يصبغ أم لا؟ قولان. وكان رضى الله عنه من رؤساء قريش وأشرافهم وإليه كانت السفارة فى الجاهلية وهى أن قريشا كانوا إذا وقع بينهم حرب بعثوه سفيرا وإن نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر بعثوه منافرا ومفاخرا.
(خلافته) : قال ابن إسحاق : كانت مدة ولاية عمر عشر سنين وستة أشهر وخمسة أيام وكان يحج بالناس كل عام غير سنتين متواليتين.