فى زمن واحد ، وعن وهب أنه كان فى الفترة بين عيسى ومحمد عليهماالسلام ، وقيل : كان بعد ثمود. وأما اسمه ، فقيل : عبد الله ، وقيل : إسكندر ، وقيل : مرزبان بن مرزبة.
مطلب : الحجر الأسود وهل كان قبل إبراهيم أم لا
عدنا إلى المقصود ، فلما انتهى الخليل عليهالسلام فى البناء إلى موضع الحجر ـ بالفتح ـ طلب من إسماعيل حجرا يضعه ليكون علما على بداءة الطواف فجاءه جبريل بالحجر الأسود ، قيل نزل به من الجنة. وقيل : جاء به من أبى قبيس ، لأن الله استودع الحجر أبا قبيس لما غرقت الأرض. وفى رواية أن الحجر نفسه نادى الخليل من أبى قبيس هأنذا ، فرقى إليه فأخذه فوضعه فى موضعه هذا (١).
وجعل الخليل صلوات الله عليه طول البيت فى السماء تسعة أذرع ، وعرضه فى الأرض اثنين وثلاثين ذراعا من الركن الأسود إلى الركن الشامى الذى عنده الحجر ـ بكسر الحاء ـ من وجهه ، وجعل عرض ما بين الركن الشامى الغربى الذى فيه الحجر ـ بالكسر اثنين وعشرين ذراعا. وجعل طول ظهره من الركن الغربى إلى الركن اليمانى واحدا وثلاثين ذراعا ، وجعل عرض سقفها اليمانى من الركن الأسود إلى الركن اليمانى عشرين ذراعا ، فلذلك سميت كعبة لأنها على خلقة الكعب ، وكذلك بنيان أساس آدم عليهالسلام ، وجعل بابها بالأرض غير مبوب ، حتى كان تبّع أسعد الحميرى هو الذى جعل لها بابا وغلقا فارسيّا ، وكساها كسوة تامة ، ونحر عندها كما علمته (٢) فيما تقدم. وسيأتى الكلام على ذلك فى محله مستوفى إن شاء الله تعالى.
وجعل الخليل الحجر ـ بكسر الحاء ـ إلى جنب البيت عريشا من أراك تقتحمه العنز ، فكان زربا لغنم إسماعيل ، وحفر فى بطن الكعبة جبا على يمين الداخل يكون خزانة للبيت يلقى فيه ما يهدى للكعبة ، وهو الذى نصب عليه عمرو بن لحى هبل ، صنم قريش الذى كانت تعبده وتستقسم عنده بالأزلام (٣).
أقول : ولعله ـ والله أعلم ـ هو المراد بقول أبى سفيان بن حرب فى يوم أحد : اعل هبل. انتهى.
__________________
(١) إخبار الكرام ص ١٢٥.
(٢) إخبار الكرام ص ١٢٦.
(٣) أخبار مكة للأزرقى ج ١ ص ٦٤.