قتل ، كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان يخبره أن ابن الزبير قد زاد فى الكعبة ما ليس منه وأحدث فيها بابا آخر ، واستأذنه فى رد ذلك على ما كان عليه من بناء قريش. فكتب إليه عبد الملك : لسنا من تلطيخ ابن الزبير فى شىء ، أما ما زاد فى طوله فأخره. وأما ما زاد فيه من الحجر ـ بكسر الحاء ـ فرده إلى بنائه وسد بابه الذى فتحه ـ يعنى الغربى ـ.
فبادر الحجاج عند ذلك ونقض الشق الذى يلى الحجر ـ بالكسر أيضا ـ وبناه ورفع بابها وسد الباب الغربى (١).
وقد رورى غير واحد من أهل العلم أن عبد الملك ندم على إذنه للحجاج فى ذلك ، ولعن الحجاج لما أخبره الحارث أن عبد الله بن أبى ربيعة سمع الحديث من عائشة رضى الله عنها الذى اعتمده ابن الزبير فيما فعله فى الكعبة. وهو قوله صلىاللهعليهوسلم : لولا قومك (٢) ... إلخ.
وكل شىء فيها الآن بناء ابن الزبير ما عدا الجدار الذى فى الحجر وسد الباب الغربى وتغيير ما تحت عتبة الباب الشرقى والدرجة التى فى باطنها.
وروى أن هارون الرشيد أو أباه المهدى أو جده المنصور سأل مالك بن أنس رضى الله عنه فى هدمها وردها إلى بناء ابن الزبير للحديث المذكور ، فقال مالك : نشدتك الله يا أمير المؤمنين أن لا تجعل هذا البيت ملعبة للملوك ، لا يشاء أحد إلا نقضه وبناه ، فتذهب هيبته من صدور الناس (٣).
قال الفاسى : وكأن مالكا لحظ فى ذلك كون درء المفاسد أولى من جلب المصالح.
وهى قاعدة مشهورة معتمدة انتهى. والله أعلم (٤).
فصل فى ذكر كنز الكعبة والحكم فيه
روى البخارى عن أبى وائل ، قال : جلست مع شيبة ـ يعنى ابن عثمان ـ على الكرسى فى الكعبة ، فقال : لقد جلس هذا المجلس عمر. ثم قال : لقد هممت أن لا أدع فيها
__________________
(١) أخبار مكة للأزرقى ج ١ ص ٢١٠ ، إخبار الكرام ص ١٤٥.
(٢) إخبار الكرام ص ١٤٦.
(٣) إخبار الكرام ص ١٤٧.
(٤) إخبار الكرام ص ١٤٧.