مطلب : هل كان الحجر يسمى أسود قبل اسوداده
حال كونه أبيض من اللبن أم لا؟
السادسة : قال الجد رحمهالله : فإن قلت : هل كان الحجر يسمى بالأسود قبل اسوداده حال كونه أشد بياضا من اللبن أو لا؟ وإنما تجدد له هذا الاسم بعد اسوداده. قلت : لم أر فى ذلك لأحد نقلا ، ويحتمل أنه كان يسمى بذلك لما فيه من السودد ، فيكون المراد بقولهم أسود أى ذو سودد ، ويحتمل أنه لم يسم بذلك ، إلا بعد اسوداده ، والله أعلم. انتهى.
مطلب : خواص الحجر
السابعة : من خواص الحجر الأسود أنه اذا جعل فى الماء لا يغرق بل يطفو ويرتفع ، وإذا جعل فى النار لا يحمى ولا تعمل فيه النار بل يبقى باردا على حاله. كذا نقله الطرسوسى.
ومن آيات الحجر : أنه أزيل عن مكانه غير مرة ثم أعاده الله إليه. ووقع ذلك من جرهم وإياد والعمالقة وخزاعة والقرامطة.
وآخر من أزاله منهم أبو طاهر سليمان بن الحسن القرمطى وذلك أنه فى موسم سنة سبع عشرة وثلاثمائة حصل منه فى يوم التروية أذى عام ، وذلك أنه نهب الحاج وسفك الدماء حتى سال بها الوادى ثم رمى ببعض القتلى فى بئر زمزم حتى امتلأت ، وأصعد رجلا على أعلى البيت ليقلع الميزاب فتردى على رأسه ومات ، ثم انصرف ومعه الحجر الأسود فعلقه على الأسطوانة السابعة من جامع الكوفة لاعتقاده الفاسد وزعم أن الحج ينتقل إليها ، فاستمر عنده إلى أن اشتراه منه المطيع لله أبو القاسم وقيل أبو العباس الفضل بن المقتدر بثلاثين ألف دينار ، ثم أعيد إلى مكانه سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة ، وكانت مدة مكثه عندهم اثنتان وعشرون سنة إلا شهرا ، ولما ذهب به هلك تحته أربعون جملا ولما أعيد إلى مكة حمل على قعود أعجف فسمن تحته.