ويروى أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : ما من أحد يدعو تحت الميزاب إلا استجيب له (١).
ونقل ابن جماعة عن بعض السلف أن من صلى تحت الميزاب ركعتين ثم دعا بشىء مائة مرة وهو ساجد استجيب له.
وعن عطاء بن أبى رباح أنه قال : من قام تحت مثعب الكعبة ودعا استجيب له وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. أخرجه الأزرقى (٢). والمثعب : مجرى الماء ومسيله. ومنه : يجىء الشهيد يوم القيامة وجرحه يثعب دما. كذا فى «النهاية» (٣).
ويروى عن أبى هريرة وسعيد بن جبير وزين العابدين أنهم كانوا يلتزمون ما تحت الميزاب من الكعبة.
(ومن فضائل الحجر) أن فيه قبر إسماعيل وأمه هاجر ، وكان عمره مائة وثلاثين سنة يوم مات وقيل مائة وسبع وثلاثين. ونقل القاضى أبو البقاء بن الضياء فى «منسكه البحر العميق» عن الفقيه إسماعيل الحضرمى (٤) نفع الله به أنه لما حج سأل المحب الطبرى عن ثلاث مسائل : عن الحفرة الملاصقة للكعبة. وعن البلاطة الخضراء التى فى الحجر ، وعن القبرين اللذين يرجمان بأسفل مكة عند جبل البكاء. فأجاب بأن الحفرة مصلى جبريلعليهالسلام بالنبى صلىاللهعليهوسلم. والبلاطة الخضراء قبر إسماعيل ويشبر من رأسها إلى ناحية الركن الغربى مما يلى باب بنى سهم ستة أشبار ، فعند انتهائها يكون رأس إسماعيل عليهالسلام. والقبران المرجومان فهو أن البيت الشريف أصبح يوما فى دولة بنى العباس وقد لطخه رجلان بالعذرة فقبض عليهما أمير مكة واستأذن الخليفة فى أمرهما فأمر بصلبهما فرسم فى هذا الموضع وصارا يرجمان إلى الآن. انتهى.
وينبغى توقى النوم فيه والاحتراز مما أحدثه العوام من وقوفهم فى فتحتى الحجر بقصد السلام كما يزعمون على النبى صلىاللهعليهوسلم ، ومن استدبارهما الكعبة فيهما للدعاء أيضا. والمعروف فى آداب الدعاء استقبال البيت قاله ابن جماعة.
__________________
(١) أخبار الكرام ص ٨٧.
(٢) أخبار مكة للأزرقى ج ١ ص ٣١٨.
(٣) النهاية لابن الأثير (ثعب).
(٤) إخبار الكرام ص ٨٨.