وممن ولى على ما قيل فى خلافة المتوكل إيتاج (١) ـ بهمزة وبعدها مثناة تحتية ثم مثناة فوقية فألف فجيم ـ الخوزى ـ بضم الخاء المعجمة وكسر الزاء المعجمة ـ مولى المعتصم ، وكان من كبار قواد المتوكل ، والله أعلم بذلك.
وأما ولاتها فى خلافة المنتصر محمد بن المتوكل : فمحمد بن سليمان الزينبى المتقدم آنفا.
وأما ولاتها فى خلافة المستعين أبى العباس أحمد بن المعتصم العباسى : فعبد الصمد ابن موسى الإمام المتقدم ذكره ، وذلك فى سنه تسع وأربعين بتقديم المثناة.
ثم بعده جعفر بن الفضل بن عيسى بن موسى بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس المعروف بشاشات ، وكانت ولايته فى سنة خمسين ومائتين ، واستمر إلى سنة إحدى وخمسين.
ثم وليها بعد شاشات بالتغلب إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن عبد الله ابن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب ، لأنه لما تغلب على مكة هرب منه عاملها جعفر شاشات ، وقتل الجند الذى بمكة وجماعة من أهل مكة ، ونهب منزل شاشات وغيره ، وأخذ من الناس نحو مائتى ألف دينار ، وعمد إلى الكعبة الشريفة فأخذ كسوتها ، وأخذ ما فى خزائنها من الأموال وما كان حمل من المال لإصلاح العين ، ونهب مكة ، وأحرق بعضها ، ثم خرج منها فى شهر ربيع الأول بعد إقامته فيها خمسين يوما ، وقصد المدينة الشريفة فتوارى عنه عاملها ، فرجع إلى مكة فى رجب ، فحصر أهلها حتى ماتوا جوعا وعطشا ، وبلغ الخبز ثلاث أواق بدرهم ، ولقى أهل مكة منه بلاء شديدا ، ثم سار إلى جدّة فحبس عن الناس الطعام ، وأخذ أموال التجار وأصحاب المراكب ، ثم وافى الموقف والناس بعرفة فأفسد فيها ، وقتل من الحجاج نحو ألف ومائة ، ونهب الناس فهرب الحجاج ولم يقف بعرفة أحد لا ليلا ولا نهارا سوى إسماعيل وعسكره ، ثم بعد انفصاله من عرفة رجع إلى جدّة ثانيا ، وأفنى أموالها ، وفعل أمورا قبيحة. ليس هذا محل ذكرها هذا كله فى خلافة المستعين (٢).
__________________
(١) ولدى الفاسى الذى ينقل عنه المؤلف : «إيتاخ» بالخاء المعجمة ، ومثله لدى ابن فهد فى غاية المرام ج ١ ص ٤٣٢.
(٢) الخبر بطوله لدى الفاسى فى شفاء الغرام ج ٢ ص ٢٩٤.