ثم ولى مكة بعده عمه عيسى بن فليتة ، ثم عاد قاسم إلى مكة واستولى عليها فى شهر رمضان سنة سبع وخمسين ـ بتقديم السين على الموحدة ـ أقام بها أياما يسيرة ، ثم قتل (١).
واستقر الأمر بعده لعمه عيسى ودامت ولايته إلى أن مات فى سنة سبعين ـ بتقديم السين ـ وخمسمائة (٢).
ثم ولى بعد عيسى ابنه داود بن عيسى بن فليتة بعهد من أبيه واستمر إلى ليلة النصف من رجب [سنة] إحدى وسبعين (٣).
ثم وليها أخوه مكثر بن عيسى ، واستمر إلى موسم هذه السنة ، ثم عزل وجرى بينه وبين أمير الركب العراقى حرب شديد فى ذلك الموسم كان الظفر فيه لطاشتكين (٤).
ثم ولى مكة فى الموسم المذكور الأمير قاسم بن مهنا الحسينى بعد عزل مكثر ، وأقام متوليا نحو ثلاثة أيام ، ثم إنه رأى من نفسه العجر عن القيام بإمرة مكة فأعاد أمير الحاج داود بن عيسى المذكور آنفا إلى إمرة مكة ، وشرط عليه أن يسقط جميع المكوس ، ولم تعلم ولايته هذه إلى متى استمرت غير أنه بعدها كان يتداول هو وأخوه مكثر إمرة مكة ، ثم انفرد بها مكثر عشر سنين متوالية ، آخرها سنة سبع ـ بتقديم السين ـ وتسعين ـ بتقديم المثناة الفوقية ـ وخمسمائة وهو آخر أمراء مكة المعروفين بالهواشم (٥).
غير أن فى ولايته أو فى ولاية أخيه داود على الشك كان ممن ولى مكة سيف الإسلام طغتكين ـ بطاء مهملة ثم غين مهجمة ثم مثناة فوقية ـ ابن أيوب أخو السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب ، وذلك فى سنة إحدى وثمانين وخمسمائة ، لأنه قدم مكة فى هذه السنة ، ومنع من الأذان [فى الحرم] بحى على خير العمل ، وقتل جماعة من العبيد المفسدين ، وهرب منه أمير مكة إلى قلعته بأبى قبيس ، وشرط على العبيد أن لا يؤذوا الحاج ، وضرب طغتكين الدراهم والدنانير بمكة باسم أخيه السلطان صلاح الدين (٦).
__________________
(١) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣١٣.
(٢) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣١٣.
(٣) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣١٤ وما بين حاصرتين منه.
(٤) فى المطبوع : «لطاستكين» والمثبت رواية ابن الأثير فى الكامل ج ١١ ص ٤٣٢ ، ومثلها لدي الفاسى الذى ينقل عنه المصنف.
(٥) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣١٤.
(٦) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣١٤ وما بين حاصرتين منه.