وفي تلك المدة كان الشيخ علي المقداد في قضاء آنس (١) قائما حق القيام بمحاربة الحكومة ومطاردة المأمورين وعساكر الدولة وقضاء آنس يشتمل على مخاليف وكان معه طائفة من مشهوري الرجال بالشجاعة والبسالة ولم يزل هو وجماعته يغزو مراكز الحكومة في جميع مخاليف آنس وكلما غزاهم أخذ أسلحتهم وأرزاقهم وأذاقهم سوء العذاب وذهبت نفوس كثيرة تارة وهو في مخلاف جبل الشرق وتارة وهو بحمير وتارة وهو في بنى خالد وبينما الدولة وقد جهزت له قوة كبيرة وجاءتهم الاخبار أنه بات في بنى قشيب فتأتي عليه فلم تجده فما يأتي الصبح الا وقد جاءت الاخبار أنه غزاهم في ضوران وفي المساء وهو في جبل عانز. وهكذا جرت سنين كثيرة والبلاد والحكومة في غاية التعب وصارت البلاد في خراب وكلما دخل المذكور الشيخ علي المقداد قرية الا ودخلتها الحكومة وأحرقتها بعد نهب ما فيها حتى خربت في هذه البلاد ثلثمائة قرية وبعضها من القرى المشهورة بالعلم والعلماء وتدريس العلم
__________________
(١) آنس في الجنوب الغربي من صنعاء بمسافة ثلاثة أيام وهي بلاد واسمة. ا ه