التاريخ
اعلم أن التاريخ علم يعرف به أحوال الماضين وموضوعه أخبار السابقين وثمرته الاتعاظ وكبح النفوس عن الاغترار بزهرة الدنيا والنظر بتقلب أحوالها
قال حسان بن يزيد «لم نستعن على دفع كذب الكذابين بمثل التاريخ». ويحكى أن يهوديا أظهر كتابا ذكر فيه انه كتاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم باسقاط الجزية عن أهل خيبر وفيه شهادة جمع من الصحابة منهم علي ومعاوية وسعد بن معاذ فعرضوا ذلك على الحافظ أبي بكر الخطيب فتأمله وقال هذا مزوّر.
فقيل له : من أين علمت ذلك قال فيه شهادة معاوية وهو أسلم يوم الفتح وكان الفتح في السنة الثامنة من الهجرة وكان فتح خيبر في السنة السابعة وفيه شهادة سعد بن معاذ ومات سعد يوم بني قريظة قبل خيبر بسنتين ، فأي منقبة أشرف من هذا؟ قالوا : ومن حفظ التاريخ زاد عقله ، ومن نظر في وقائع الزمان هانت مصيبته
ولذكر أخبار الزمان فوائد دنيوية وأخروية :
منها ـ أنه اذا طالع أخبار الماضين فكأنه عاصرهم. والملوك اذا طالعوا سيرة السلف ورأوا ما ارتكبه أهل الجور من الولاة