القبائل على صنعاء الذين ملؤا السهل والجبل فعلوا لهم سلاليم في حدة في غاية الطول لأجل الصعود على سور صنعاء فأخبرني جمع من المحاصرين من القبائل أن في بعض الليالي عند قربهم للسور للهجوم على صنعاء تارة يشاهدون حول صنعاء بحرا وأحيانا يشاهدون حوله نارا ، وأحيانا ظلمة مفجعة ، وأحيانا يرون السور الى عنان السماء ، وأحيانا يرون السور يبرق أسلحة مفزعة يحصل منها الرعب الشديد فيتأخرون عن ذلك وفي النهار يرون السور كالعادة فيعزمون أن في الليل لا يتأخرون عن ذلك أبدا وفي الليل يشاهدون ما ذكر وفي النهار يرونه المعتاد وهكذا ، وكان نية القبائل نهب الضعفاء والمساكين ويصيحون حول صنعاء بهذا ويعتقدون أن أهل صنعاء هم المساعدون للاتراك على كل ما صدر منهم من ظلم وفجور
ويعتقد الاتراك أهل صنعاء هم المهيجون للقبائل وكلهم أشقياء وعرب فوقع أهل صنعاء بين فئتين. فلما علم الله تعالى بفساد نية القبائل وخبث طويتهم وضعف أهل صنعاء أهل الصلاة والصيام والتضرع الى الله تعالى بالفرج خيب الله آمال القبائل وأنزل عليهم الذلة والمسكنة في البكور والاصائل وكان أهل صنعاء