متهمو العرب بالخيانة وعدم الامانة والحال ان هذه التهمة زور وبهتان. فلما تحكم الخلاف وظهرت علامات الغضب والتهور وتواترت التهم وعلى الخصوص انهم اتهموا العنصر العربى بتشكيل الخلافة العربية وان المقصد انسلاخهم عن الدولة العثمانية وهنالك تشتت الافكار واستحكم الشقاق ودخلت أيدي الاجانب بالدسائس بين الفريقين فحصل في مجلس المبعوثان بين الطرفين كلام يطول شرحه حتى أفضى الامر الى فسخ المجلس مرتين وتبدلت الوزارة من غير الاتحاديين وسعى جل مبعوثى العرب ومن تابعهم من الاهالى بتشكيل الجمعيات وطلب الاصلاحات للولايات العربية والباطن يودون الانسلاخ عن الدولة العثمانية فغشى هذا الامر على من يفهم الامور من ترك وعرب فسعوا في تدارك هذا الامر الخطير. وسيأتي تمام هذا الكلام في حينه
ثم بعد حصول الصلح بين الامام يحيى أيده الله والترك صلحت اليمن وزالت الفتن وكان بعض الزراعين من القبائل لا يصلحهم الا الجور ولم يراعوا هذه النعمة صار القتال بين القبائل بعضهم بعضا لأجل الحدود (١) في الكلأ والمرعى للمواشي أول فتنة حدثت
__________________
(١) أي حدود محلاتهم التى ترعى مواشيهم من حدود أراضيهم