عم البلاد وكثر منهم البغي والفساد وكانت الشكايا من أهل اليمن لم تزل ترسل الى الاستانة الى السلطان فيحال بينها وبين السلطان وأما الحرب والفتن فكانت تبلغ المسامع السلطانية ثم أرسل السلطان جماعة من أكابر علماء مكة الى صنعاء ينصحون الامام فلما وصلوا الى صنعاء كتبوا مكتوبا الى الامام ومعناه النصيحة للامام وترك القتال والحث على الصلح ثم أجاب عليهم الامام أيده الله بما لفظه :
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله رب العالمين وإذ أخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه. والصلاة والسلام على القائل من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار. وعلى آله المطهرين من الأرجاس ، المصطفين على كافة الناس. وعلى صحابته الراشدين ، أولي العفة والعزيمة في الدين. أما بعد ، فانه وصل الينا كتاب جليل. من علماء مهابط التنزيل ومعارج ميكائيل وجبرائيل ، السيد الجليل عبد الله بن عباس. ورفقائه العلماء التسعة الاكياس ، أفرغ الله عليهم سحائب الرضوان والتسليم. وأوضح بحميد سعيهم الصراط