رفع رأس الامة العربية فخرا بهذا الزعيم العظيم الذي بحمايته تلك الديار ورعايته لحق الذمار أعطى لسائر أمراء المقاطعات الاسلامية في شبه جزيرة العرب دروسا بليغة في التضامن القوي والالتفاف حول العلم الاسلامى ونحن نعلم يقينا بأن سموه ما ساق جيوشه الجرارة على السيد الادريسي لغرض إراقة دماء المسلمين ورغبة في الانتقام وتوسيع نطاق الخصام بل على عكس ذلك انما قصده منها اطفاء نيران الفتن وسد اطماع بعض الدول وحقن تلك الدماء العربية الذكية فتكللت أعماله بالنجاح والانتصار وألقى على دسائس الاوربيين في تلك الأطراف والأكناف رداء الخجل والعار
وفي هذا الشهر أخذت مدينة ادرنة بعد الحصار ومدة الحصار خمسة أشهر وخمسة أيام وأخذتها اليونان بعد ذهاب نفوس كثيرة
وهذه البلدة هي ثاني مدينة للدولة العثمانية بعد القسطنطينية وهي مبنية في موقع جميل تلتقي فيها أنهار وفيها سوقان عظيمان وستة جوامع كبيرة ومائة وستون جامعا صغيرا وستة وعشرون مسجدا واثنان وعشرون مدرسة دينية وخزانة كتب تحتوي على ثلاثة آلاف مجلد وسبعة عشر كنيسة واثنان وأربعون تكية