ثم حصل شقاق من أهل جبل البخاري من بلاد المخادر جنوب صنعاء بستة أيام فخرج اليهم قائم مقام مدينة جبلة وإب بشرذمة قليلة من جند السلطان ومعه طائفة من ذي محمد فاخذوا ذلك الجبل واستأصلوا أهله ونهبوا أموالهم وقلعوا شجرة القات التي هي أعظم معاشهم وأخذوا رياشهم واستغنى الفقير وسائر من حضر وقابلهم الادبار وولوا الأدبار وكانوا في نعمة وافية وثروة كافية
ثم حصل من مصطفى عاصم الفاقرة العظمى والداهية الكبرى التى سالت لها العبرات فانه عمد الى جملة من العلماء الاعلام وسجنهم من غير جرم جرى ولا وزر طرى ولم تتعلق بهم حجة ولا سلك بهم في الانصاف محجة ولا نزعوا يدا عن طاعة ولا خالفوا الجماعة
ثم بعد شهرين أرسل بهم الى الحديدة ومكثوا سنتين وسبب ذلك انه كان مع الوالى نائبا في المحكمة الشرعية عبد الله الصباغ الطرابلسي أخذ يتعرض للمذاهب وسبب للفساد بين الوالى وأهل اليمن في عقائدهم وصار هذا الحاكم يغري الوالى على حبس العلماء وكان هذا الطرابلسي واسطة للوالى للارتشاء قال الشاعر :
اذا كان رب الدار بالدف رافصا |
|
فشيمة أهل البيت كلهم الرقص |