على أن تأخّر الزمان ، لا ينافي التقديم في الاحسان. فقد يتأخر الهاظل عن الرعد ، والنائل عن الوعد ، ومراتب الاعداد ، تترقى بتأخير رقمها وتزداد. ونحن في زمان حوادثه تستفرغ صبر الجليد ، وصروف أيام يشيب بوقائعها رأس الوليد. مع مقاساة لمحن البين والاغتراب. وفراق للوطن والاهل والاتراب (١)
وكان ابتداء تأليف هذا التاريخ في شهر رجب سنة ست وعشرين وثلاثمائة والف لهجرة سيد الكائنات صلىاللهعليهوسلم
ورتبته على قسمين : القسم الاول في السيرة النبوية وأئمة اليمن الى زمن الامام الموجود في هذا العصر في اليمن. والقسم الثاني في جغرافية اليمن وسياستها وفي ذلك فوائد نفيسة. وبدأت في القسم الاول بسيرة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والقائمين من أولاده وصدّرت ترجمة كل امام بجدول مختصر أذكر فيه الولادة والوفاة والعمر. ولست أذكر معظم الحوادث الا من المائة الثانية عشر. أما الحوادث المتقدمة فقد أغنت عنها كتب التواريخ القديمة ، وكذا سيرة الدولتين الاموية والعباسية
__________________
(١) لان المؤلف كثير التجول في الاقطار ، فانه بعد أن اخذ حظا من العلوم في اليمن على مشايخه ، رحل اول مرة الى الحجاز وأخذ عن مشاهير علماء مكة حتى نال الاجازة منهم ، ثم رجع الى اليمن ، ثم رحل الى مصر والشام غير مرة