أصله من بني عبس أحد قبائل قيس بن غيلان بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد ابن عدنان بالحجاز. وعليه فهو أبو محمد عبد المؤمن بن علي بن يعلا بن مروان ابن نصر بن علي بن عامر بن لمتي بن موسى بن عون الله بن يحيى بن وزجايع ابن صطفور بن نفور بن مطماط بن هودج بن مادغس بن عبس بن قيس بن غيلان ابن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، قاله في الأنيس المطرب. والصحيح الأول ، وكان أبوه طيانا فخاريا يعمل النافخ فبينما هو في شأن طينه للنافخ إذ جاءته زوجته تبكي قائلة له إن ابني نزل عليه جند نحل فذهب معها إلى أن رآه في تلك الحالة فزم عنه النحل لذلك ثم انصرف ولم يؤذه فقال (ص ٧٢) لعراف ما رأى فقال له أنت طيان من أين يبلغ ابنك الملك ، وتطلّب من / صغره ، ولزم المساجد لدرس القرآن والعلم فقرأ على ابن صاحب الصلاة بتلمسان ، والشيخ عبد السلام التونسي ضجيع الشيخ أبي مدين ، ثم على المهدي فكان من العلماء الجماهر والفقهاء الأكابر وكذا أولاده من بعده. وتصدّا (كذا) لشرح المقامات الحريرية وكان في الحزم والنجدة بالغاية وتعلم الحيل من شيخه المهدي فكان منها في الغاية من جملتها أنه علّم الطائر يقول عند زريبته العز والتمكين للخليفة عبد المؤمن أمير المؤمنين والشبل إذا رآه يبصبص ويسكن إلى أن صار أسدا. فبويع لذلك وقال في ذلك أبو علي :
آنس الشبل ابتهاجا لذا الأسد |
|
ورأى شبه إليه لمّا قصد |
ودعا الطائر بالنصر لكم |
|
فقضى حقكم لما قد وفد |
وأنطق الخالق مخلوقاته |
|
بالشهادة فكلهم قد شهد |
بأنك القائم بالأمر له |
|
بعد ما طال على الناس ذا الأمد |
وكان شاعرا بالغا فمن جملة شعره ما يروى أنه خرج يوما ومعه وزيره أبو جعفر بن عطية للتنزّه ببعض بساتين مراكش فنظر على طاقة دار عالية عليها شبّاك من خشب ، جارية بارعة قد خرجت تنظره فأوقعت به حبّا.
فقال ارتجالا من البسيط :
قدت فؤادي من الشباك إذ نظرت
فقال الوزير :
خذوا بثأري أيا عاشق بالمقلى