فقال عبد المؤمن :
كأنما لحظها في قلب عاشقها
فقال الوزير :
سيف المؤيّد عبد المؤمن بن علي
/ فاستحسنه وخلع عليه. ثم قتله بعد ذلك بغرناطة لنزغة ملوكية. وكان رقيق (ص ٧٣) الطبع والحشاشة وتربي في البادية فاكتسب الرقة وكانت له جارية مولّدة من ولادة العرب تسمى حسناء وكان لها عاشقا وبها مغرما مع ما كان يكابده من تطويل المملكة وإخماد الفتن فقال فيها لما خرج يوما إلى بعض غزواته وودّعها منشدا :
ألا كيف صبري عنك يا غاية المنا |
|
ألا إن روحي بعدكم سوف تذهب |
لقد أورثتني يوم ودّعت حسنها |
|
حرارة وجدي والهوى يتلهّب |
فقلبي حيران لفرط لهيبها |
|
وفي الخدّ عين من دموعي تسكب |
انظر أنيس الغريب والمسافر ، للشيخ مسلم بن عبد القادر. وكان في عصره الشيخ أبا يعزّى الغربي الهسكوري وقد شاهد منه كرامات عند الخليفة عبد المؤمن بن علي فقال لأخيه ما هذا الذي يذكر عن أخيك في مشاركته لله في علم الغيب فقال يا أمير المؤمنين أنت أقدر عليه مني فبعث إليه الأمير فلقيه الرسول بالطريق قادما للأمير فلما وصل سلم عليه ثم قال له يا أمير المؤمنين في نفسك شيء مما قال لك فلان وفلان في يوم كذا في ساعة كذا فهل لا أخبرك أنّ تحت ذلك البساط ألف دينار عيونا قطعتها وقلت في نفسك هل ترجع إلى بيت المال أم لا فقال له الخليفة صدقت وقلت الآن في نفسك أكتب له كتابا بكل ما يريد فأرح الكاتب ووفّر الكاغط. ثم قال حاجتي / إليك أن تمشي معي (ص ٧٤) لتلك الكدية وبها زرع وأحب أن تسقي ذلك الزرع من هذا الوادي فقال ومن يطيق ذلك ثم حرك الشيخ شفتيه فأمر الله المطر حتى شربت الكدية وجرت الأودية في الحين وقال له عرفنا بصدق الغيوب التي تذكر عنك فقال حماري يأكله السبع الليلة فوجّه الخليفة من جعله بين مربط خيله وبات عليه العبيد هنالك فلما أصبح تفقده العبيد فوجدوا الحمار عقيرا والسبع يأكل فيه حتى وقف عليه وضربه بعصاه فخرّ الأسد ميتا فقيل للخليفة ذلك فقال لجلسائة اعتبروا بهذه