القصة فقد ضربها لكم مثلا فكأنه يقول أنا رب الحمار قتله لي الأسد فسلطت عليه وقتلته وأنا عبد ، وربي الله وإن قتلتموني غضب عليّ سيدي فيفعل مثل ذلك أو أشد وقد توفي رحمهالله ونفعنا به سنة اثنين وسبعين وخمسمائة (١) عن مائة وثلاثين سنة.
قال ابن رزقون كنت في العلماء الذين جمعهم عبد المؤمن بن علي سنة خمسين من القرن السادس (٢) التي أمر فيها بحرق كتب الفروع وقام وزيره أبو جعفر بن عطية وقال بلغ سيدنا أن قوما تركوا الكتاب والسّنّة وصاروا يفتون بفروع لا أصل لها. فمن نظر فيها عاقبته وأنهم عندهم كتاب يقال له المدونة لا يرجعون إلّا إليه ومن العجب قولها بإعادة الصلاة في الوقت مراده بذلك أن (ص ٧٥) يحمل الناس على مذهب ابن حزم الظاهري / قال فحملتني الغيرة وتكلمت بأن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما صلى أعرابي أمامه قال له صلّ فإنك لم تصلّ كما في البخاري فقال لا أحسن غير هذا فعلّمه ولم يأمره بإعادة ما خرج وقته فقام عبد المؤمن وسكن الحال ولم أر منه بعد هذا إلّا الكراهة ه.
وهو الذي أمر بتكسير الأرض بالمغرب في سنة أربع وخمسين من السادس (٣) من برقة إلى واد نون بسوس الأقصا بالفراسخ والأميال طولا وعرضا فأسقط بعد التحقيق الثلث للجبال والأودية والشّعاب والغيّب والسّباخ والطرقات والخراب وقسّط على الثلثين الباقيين الخراج وألزم كلّ قبيلة بقسطها من الزرع والورق والذهب. ثم بنا (كذا) في التي تليها جبل الفتح (٤) وحصّنه ونقل من عرب إفريقية للمغرب ألفا من كل قبيلة بأهلهم وهم الذين بالمغربين يقال لهم الحشم سمّوا بذلك لأنهم حشم عبد المؤمن بن علي أي أتباعه الخادمين له الممتزجين الأجناس. وبنا (كذا) مدينة البطحاء بأرض هوارة تلك السنة ودفن بها شيخه وبنا على ضريحه قبّة وبإزائها جامعا وترك بها عشرة من كلّ قبيلة من قبائل
__________________
(١) الموافق ١١٧٦ ـ ١١٧٧ م.
(٢) الموافق ١١٥٥ ـ ١١٥٦ م.
(٣) الموافق ١١٥٩ ـ ١١٦٠ م.
(٤) يقصد مدينة الفتح بجبل طارق.