عبد الواحد لما توجه للمغرب حاول الحركة لتلمسان ، فلم يتمّ له الأمر ولم يكن المعان ، ووجه ابنه لتونس عند أبي فارس فأكرمه وكتب معه لأبيه بالقدوم فأرصده أبو عبد الله وأوتي به إليه فقتله ونظر مكاتب التونسي فهذا سبب الأمر مع ما تقدم بينهما من الكلام. ثم توجه عبد الواحد لتونس وواعده الحفصي بالانتصار وهو ذاهب للجريد فاستعمل ابن أبي حامد / وزير عبد الواحد مكاتب على ألسنة رؤساء (ص ١٣٤) الوطن يسئلونه القدوم نحوهم وذهب بها لأبي فارس وقال له أنّ أهل بلدنا يحبوننا وإذا كانت رائحتك معنا ولو فارسا نلنا المراد وهذه مكاتبتهم فأراها له فقال له نحن متحركون وإذا وصلنا لقسنطينة بعثنا معكم قائدها جاء الخير فرجع الوزير لعبد الواحد وأخبره فقال له هلكتنا فقال له أن الحفصي قد أفسد في المرة الأولى أموالا ولم يدرك شيئا منها وإذا ذهب معنا صاحبه فإن ربح فذلك وإن خسر فيأتي لثأر ما ضاع له فبعث معهم العلج وأخذ أخذا شنيعا فتحرك أبو فارس مع عبد الواحد وحصر تلمسان شديدا فخرج أبو عبد الله لجهة الغرب ودخلها عبد الواحد ورجع التونسي لبلده وبقي أبو عبد الله في الجهة الغربية ثم توجه للشرقية فدخل بركش وتنس ثم توجّه لتلمسان في جيش عظيم فدخلها وفرّ عبد الواحد صبيحة تلك الليلة فطلع عليه النهار ونزل على جواده ودخل شيشة بقرب باب كشوط بالمطمر فنظرته عجوز من أكابر عبد الوادي فدخلت عليه وجرّدته من ثيابه وصاحت بعبد الواد فدخلوا عليه وذبحوه وجرّوه إلى حمام الطبول ورموه هنالك. ولما استقرّ أبو عبد الله بحضرة ملكه وجّه عماله للنواحي فطار الخبر لأبي فارس فحرك له من فوره ولما قرب تلمسان خرج أبو عبد الله وذهب لبني يزناسن فأقام أبو فارس بعض قواده الأعلاج بتلمسان ولحقه لبني يزناسن وحاصره فزيّن له بعض أصحابه الرجوع لأبي فارس فرجع وأظهر له أبو فارس السرور والبشرى والترحب (كذا) ثم قبض عليه وعلى أصحابه فكان آخر العهد بهم ثم رجع أبو فارس لتلمسان وأخذ مشرقا فقيل له من يقوم بها فقال ما لها إلّا أحمد العاقل فأخرج منها عامله وانصرف للشرق.
ثم الماجد الفاضل الحليم الكامل النحرير الباسل ، أبو العباس أحمد العاقل بن أبي حمّ موسى بن يوسف الزياني فأظهر العدل في الرعيّة ، وسار فيما تملكه بالسيرة المحمودة المرضيّة وبانت شهامته ونجدته ، وقوّته وشدّته ، ثم عجز