عن النهوض وكلّ ، وتلاشا (كذا) ماله واضمحلّ واستولى المتغلبون على (ص ١٣٥) الأوطان ، وعثوا الثّرى زناتة والعربان ، ودامت / دولته على هذه الحالة اثنين وثلاثين سنة حتى استوفت أيامه المكتوبة بأتمّ سنة. فقام عليه أخوه أبو يحيى زكرياء ابن أبي حمّ موسى بن يوسف سنة ثمان وثلاثين من التاسع (١) فبايعه موسى ابن حمزة وسليمان بن موسى وعبد الله بن عثمان وتوجه لتلمسان فلم يتم له المراد ، وانعطف بوهران ، فاستولى عليها وكانت بينه وبين أخيه أحمد العاقل حروب استمرت بيده إلى سنة اثنين وخمسين من التاسع (٢) فاقتحمها عمّال أخيه أحمد ودخلوها فهرب أبو يحيى في البحر بما خفّ ونزل ببجاية ثم زاد لتونس إلى أن مات بها. وقام عليه أيضا حفيد أخيه وهو أبو زيان محمد المستعين بن أبي ثابت بن أبي تاشفين بن أبي حم في أواخر إحدى وأربعين من التاسع (٣) من تونس وتوجه للمغرب وبايعه بوطن حمزة أولاد بالليل ثم مليكش ثم ابن عمر موسى أهل أيليلي ، ثم الثعالية وبعض حصين ، ثم زاد للجزائر فحاصرها إلى أن أقرّ بعضها وأذعن البعض فدخلها أولا ابنه المتوكل سنة اثنين وأربعين منه (٤) ثم دخلها أبوه المستعين عشية ذلك اليوم وذهب ابنه المتوكل فمهّد متيجة وفتح المدية ومليانة وتنس وخطب له بجميعها استقلالا وقصدته الناس حتى من تلمسان وعظم أمره على أحمد العاقل حتى نسي أمر أخيه أبي يحيى ثم ثقلت وطأته على أهل الجزائر والعرب فقاموا عليه في ثلاث وأربعين منه (٥) وحاربوه فاستشهد مع جماعة من أصحابه ونجا ابنه المتوكل لكونه بتنس لأمر أراده الله. وقام عليه أيضا ابن أخيه أحمد بن الناصر بن أبي حمّ موسى سنة خمسين من التاسع (٦) مع جماعة فلم ينجح له الأمر وأوتي به لأحمد العاقل فقتله وكان ذلك سبب بناء السور العظيم المدير على القصر الزائد لتلمسان حسنا. وحرك عليه
__________________
(١) الموافق ١٤٣٤ ـ ١٤٣٥ م.
(٢) الموافق ١٤٤٨ ـ ١٤٤٩ م.
(٣) الموافق ١٤٣٨ م.
(٤) الموافق ١٤٣٨ ـ ١٤٣٩ م.
(٥) الموافق ١٤٣٩ ـ ١٤٤٠ م.
(٦) الموافق ١٤٤٦ ـ ١٤٤٧ م.