انهدم منها ونصب عليها المدافع وعلى سائر الأبراج وعين أربعمائة أسير من الكفار لهذا البناء ثم أنه بعث إلى شيخ المدينة وأمره أن يرفع إليه حساب الرجال في كل حكومة من الجزائر ففعل ذلك شيخ المدينة ومع ذلك فأخبار العمارة تتوارد عليه في كل وقت وكذا على أهل الجزائر فأمر حسن آغا بقطع أشجار البساتين كلها خوفا من النصارى أن يستتروا بها حال القتال وأول ما بدأ بقطع بستانه فلم يترك فيه شجرة واحدة فبينما هو في بعض الأيام جالس في دار الإمارة إذ دخل عليه حارس البحر الذي يقال له صاحب الناظور وأخبره بأن عمارة النصارى قد أتت وهي عمارة كبيرة أخذت وجه الماء كله وسترته وشرعت في عددها فلم أقدر وتشوّش نظري من ذلك لكثرتها فعند هذا عيّن حسن آغا حملة من الخيل فصعدوا إلى جبل أبي زريعة ليأتوه بتحقيق العمارة فرجعوا إليه وكل واحد يقول لم أقدر على إحصاء ما رأيت لأن العدد كثير لا يصل إليه الإدراك فعند ذلك أمر حسن آغا سيدي سعيد الشريف وكان هو شيخ المدينة ، أن يوجّه رجالا من أهل البلد إلى الأبراج والأسوار برسم حراستها في مقاتلة العدو منها فنهض شيخ المدينة المذكور وعيّن الرجال للأبراج والأسوار ونصبوا رايات الإسلام عليها ووزّع حسن آغا رجاله على أبواب المدينة بطوائف من العسكر فعيّن لباب عزون رجلا من أعيان العسكر يقال له الحاج مامي وكان مشهورا بالشجاعة فقام بما عين له ، وأما حسن آغا فإنه أقام بحصن من حصون الجزائر تصل مدافعه إلى العدو برا وبحرا ومعه جماعة من العسكر وطبوله تصعد أصواتها إلى الجو وألويته المنصورة تخفّق على رأسه وجعل على باب الوادي أي حصنها مدفعا عظيما يدهش الإنسان عند صيحته وتزهق النفس من دفعته ، وجعل من هذا الحصن إلى القصبة قائدا اسمه حسنا ومعه طائفة من العسكر وعيّن لحراسة باب الوادي رجلا يقال له القائد يوسف ومعه جماعة من العسكر وعيّن معه ثلاثة من (ص ١٦١) القياد أحدهم يقال له سافر وجعله في برج من الأبراج / وثانيهم يقال له أصلان عيّنه لقاع السور وثالثهم يقال له رضمان فإنه أقامه قريبا منه في بعض النواحي ثم أقام كجك علي وحيدر ومعهما قبطان السفن أخضر وجملة من رؤساء البحر بباب الجزيرة وجعل أهل الجزائر من العسكر والأندلس والبلدية دائرين بأسوار المدينة متسلحين بالمكاحل والسيوف والرماح والنشاب كما جعل العرب ركابا ومشاتا