مائة فسطاط إلى أن نزل بوادي تليلات. وبها جاءه وليّ بهلول من غير خلف من أولياء الله المفتوح لهم حجاب الكشف وصار يدور في المحلة ويقول يا أمير (ص ١٩٧) المؤمنين / إذا أردت أن تفتح وهران فجيء لها (كذا) على طريق جنين مسكين ، وكان الجنين ببلاد أولاد علي قريبا إليه ، فلما سمع الباي ذلك أحضره لديه ، وقال له أيها السيد ماذا نقوله في مقالك فقال له القول هو ذلك ، وإلا فأيّس من فتحها بتحقيق الخبر ، فساعده الباي ورجع للمعسكر ثم خرج بمحلته المنصورة ونزل بحمام أبي الحنيفة ثم بالزفيزف وبعده بالقعدة ، فنزل بجنين مسكين ، وقلبه مطمئن بالفتح آمين ، ثم تقدم لتليلات ، فجاءه الولي بها بالبشارات قائلا له إنك تفتحها بإذن الله. ويكون لك فيها العزّ والجاه ، ثم ارتحل ونزل بالضاية ، قبلتها في صحيح الرواية ، ثم ارتحل ونزل عليها وحاصرها ، وضايقها شديدا وقاهرها. وكان القتال له عليها مترادفا ، والحصار لها من كل جهة متخالفا ، وحضر لقتاله بها عدد من الطلبة يزيد على الخمسمائة ، رائسهم (كذا) الشيخ محمد ابن المولود المخيسي المعدد لهم عدد الحيسي ، وفيهم العلامة الأجل ، المازوني صاحب الحاشية على الخرشي المسمّة بدرة الحواشي ، في حلّ ألفاظ الخراشي ، وقد باشر هذا الأمير حربها بنفسه ، مدخرا ثواب ذلك لرمسه ، ولم يكن رحمهالله وأدام وجوده ، وخلّد ذكره ووفى معهوده ، إلا في محلته المعهودة له في سائر الأيام وهي مائة فسطاط ، ولم يمده محمد باشا بمدد يظهر منه في هذا الأمر النشاط وقد توفي هذا الباشا أثناء الحصار وتولى بعده حسن باشا في صحيح الأخبار ، فأقرّ الأمور على ما كان عليه ولم يزده حامية إلا ما كان لديه ، حتى فتح الله هذا الفتح المبين ، الذي أضاء به للإسلام الجبين ، وتبسّم به في الثغر وجه الدين بعد عبوسه واستبدل النعيم بعد ضنكه وبؤسه ، لا كما وقع للسيد مصطفى أبي الشلاغم ابن يوسف المسراتي في فتحها الأول المزيل به لكربها ، فإن الباشا محمد بكداش رحمهالله وجّه له من الجزائر الجيوش لحربها ، وأمّر عليها من عرفت نجدته ، وظهرت في المضايق شجاعته وشدته ، رديفه ووزيره وصهره وخبيره السيد أوزن حسن رحم الله الجميع برحمته التي ليس فيها ثبط والأمير (ص ١٩٨) مصطفى فهو / على محلته فقط. وتحرك لها الأمير محمد في العام الثالث عشر من ولايته ، رايما النجح (كذا) والتوفيق من الله في عمله وسعايته. ورأيت في بعض